الصاحب ساحب: كيف تسحب الصحبة أبناءنا نحو النجاح أو الانحراف؟ - - موقع اللى حصل

23 مايو 2025

في زمن تتسارع فيه المؤثرات من كل اتجاه، تبقى الصحبة أحد أخطر العوامل وأكثرها تأثيرًا على الأبناء، خاصة في مراحل التكوين النفسي والفكري. ويظل المثل الشعبي “الصاحب ساحب” تجسيدًا دقيقًا لهذه الحقيقة التربوية: فالصديق إما أن يكون جسرًا إلى القيم والتفوق، أو منزلقًا نحو الانحراف والضياع. الصاحب ساحب

يُجمع خبراء التربية على أن البيئة المحيطة بالطفل تلعب دورًا جوهريًا في صياغة شخصيته. ومن بين هذه العوامل، تأتي الصحبة في المقدمة، خاصة خلال فترة المراهقة. فالصديق ليس فقط شريكًا في اللعب أو المدرسة، بل قد يصبح قدوة ونموذجًا يتبعه الطفل دون وعي.

وقد لا ينتبه الأهل أن أبناءهم، في كثير من الأحيان، يتأثرون بأصدقائهم أكثر من تأثرهم بنصائح الكبار. فيقلدونهم في الكلام، السلوك، اللباس، وحتى في الطموحات أو الإحباطات.

من المدرسة تبدأ القصة

يقضي الطالب أغلب يومه في المدرسة، محاطًا بزملاء قد يكون لهم أثر بالغ في تحديد سلوكه ومواقفه. هنا تتسلل خطورة الصحبة السيئة، التي قد تُجمّل التمرد على القيم، أو تدفع إلى سلوكيات خاطئة، كالتدخين أو الكذب أو الإهمال الدراسي.

ومن جهة أخرى، يمكن لصديق صالح أن يكون دافعًا للتفوق وحسن الخلق، ويشكل درعًا واقيًا في وجه الضغوط والانحرافات.

مسؤولية الأسرة… رقابة أم احتواء؟

التحدي الأكبر أمام الأهل هو التوازن بين الرقابة والاحتواء. فالمتابعة الصارمة قد تدفع الأبناء إلى الكتمان، بينما الإهمال الكامل يفتح الباب للتأثير السلبي دون وعي.

وينصح الخبراء التربويون بجملة من الخطوات لحماية الأبناء من الصحبة الضارة:
١-. بناء علاقة صداقة مع الأبناء تقوم على الحوار والثقة.
٢-المتابعة الذكية دون تجسس أو تخويف.
٣-. غرس معايير اختيار الصديق منذ الصغر.
٤- القدوة الأسرية في العلاقات والمواقف.
٥-توفير بدائل صحية مثل الأندية والأنشطة التربوية.
٦-التعاون مع المدرسة لمعرفة محيط الطفل ومتابعة سلوكه.
٧-تشجيع الانخراط في المبادرات المفيدة لبناء صداقات إيجابية.

الصحبة الصالحة… استثمار في المستقبل

لا ينبغي النظر إلى موضوع الصحبة كأمر ثانوي في تربية الأبناء، بل هو ركيزة في صناعة مستقبلهم. فكم من شاب أنقذته صحبة صالحة من الانزلاق، وكم من آخر جرّه رفاق السوء إلى طرق مظلمة.

في النهاية، علينا أن نعلّم أبناءنا لا فقط كيف يختارون أصدقاءهم، بل كيف يكونون هم أصدقاءً صالحين، ساحبين لغيرهم نحو القيم، لا منساقين خلف التيارات الخطرة.

ابو جعفر ومالك وابن طاووس

Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ