أكمل الراوى الكلام وقال سأحكى الان حكاية (أشقاء منصور وجنية البحور) … فالرجل الذى كان يصطحب الكلبين والذى جاء ذكرة فى قصة (التاجر مأمون والبستان المسكون) يدعى منصور. والاغرب ان الكلبان. هما أشقائة. ولهم قصة عجيبة وغريبة. وقرر منصور ان يحكيها للجنى الذى يسكن البستان ليعفوا ن التاجر مأمون.
وبدأ يحكى منصور قائلاً : نعم هذان الكلبين هم أشقأئى. فقد كنا ثلاث أشقاء. وترك لنا والدنا ميراث تقاسمناة بالتساوى. وأشترى كل منا بنصيبة متجر. وبعد أشهر قليلة. باع أخى الاكبر وهو أحد هذاين الكلبين التى تراهم. متجرة. واخذ محتوياتة. وأشترى عليها وقرر السفر لخارج البلد ليبيعها فى بلاد أخـرى. فيكون الربح اكثر.
ومضت سنة كاملة. ورئيت امام باب متجرى متسولاً. سألنى وهو يبكى قائلاً : الا تعرفنى ؟. فأقتربت منة ودققت النظر. فأذا بة أخى ألاكبر. الذى سافر للتجارة. وعرفت أنة فقد كل أموالة. اصطحبتة لمنزلى. وضايفتة وأحسنت معاملتة. واقتسمت معة المال الذى أملكة ليبدأ تجارتة من جديد.
وتكررت المأساة
ولكن بعد عدت شهر. قرر آخى الآخر. القيام برحلة تجارية هو الآخر. نصحتة وحاولت منعة. وقصصت علية ما حدث لأخينا الاكبر. ولكن أصر وسافر. وكما توقعنا. عاد بعد عام يبكى ندماً على خسارة أموالة. وفعلت معة مثلما فعلت مع أخى الأكبر. واقتسمت معة نصف المال الذى أمتلكة. ليفتح لنفسة متجر يعيش منة
وعاد كل منا لمتجرة. نبيع ونشترى. والحمد لله ازدهرت تجارتى وربحت. ولكن عادت شقيقاى لفكرة السفر وطلبوا منى أن اصاحبهم. ولكن رفضت. وعلى مدار ستة سنوات ظلوا يلحون فى طلب سفرى معهم. فى النهاية اخبرتهم بموافقتى. وسالتهم كم معكم من أموال. وكانت المفاجأة انهم لايملكون اى اموال فقد خسروا اموالهم.
قررت ان اقسم أموالى الى قسمين. القسم الأول اقتسمناة نحن الثلاثة. والقسم الثانى قررت ادفنة فى الأرض. حتى اذا لم نوفق فى رحلتنا او حدث أى مكروة تكون هذة الاموال سنداً لنا. واغلقت متجرى. وابتعنا سلعاً تجارية. وأستأجرنا مركباً. ونوينا السفر.
وقررنا السفر
حملتنا السفينة لعدة ايام حتى وصلنا لمدينة ساحلية. وبعنا ما لدينا من سلع. وأشترينا سلع آخرى وحملناها على السفينة. وقررنا معاودة السفر للذهاب لمدينة آخرى. وبينما انا اقترب من شاطئ البحر لركوب السفينة. أعترضت طريقى سيدة ترتدى ملابس بالية وقبلت يدى. ظننت انها تريد مساعدة. فأخرجت من جيبى اموالاً لاعطيها. ولكنها رفضت وقالت : انا لا أريد مالاً. ولكن اريد منك معروفاً فأن فعلتة سأكافأك علية. فقلت لها سأفعلة بأذن الله دون مكافأة. فقالت لة : اريدك تتزوجنى وتأخذنى معك على متن سفينتك.
كأن الأمر مفاجئ لى. ولكن وافقت. وبعد أن جمعتنى بها غرفة وأحدة على السفينة. اكتشفت انها جميلة. وارتحت لها. وأحببتها وظللت الازمها طوال اليوم وليلاً ونهار. ولعل هذا الامر سبب غيرة لاشقائى. ودبروا لقتلى. وبالفعل فى أحد الليالى. انتظروا حتى نمت أنا وزوجتى. ثم حملانا. والقيا بنا فى البحر.
غدر الأخوان
وأفقت عندما القيتُ فى البحر. وانا لا اعرف ماحدث. ولكن شعرت برعب وزاد رعبى عندما رئيت زوجتى بعد ان كانت تصارع الموج تحولت الى جنية. وحملتنى وظلت تعوم حتى أعادتنى التى بلدتى. تركتنى وقالت : آلم أقل لك اننى سأكافأك !! وها انا كافأتك بأنقاذك من الغرق. لقد رئيتك على شاطئ البحر واحببتك. فعدت اليك متخفية فى شكل امرأة بملابس باالية. وقبلتنى ووفقت على الزواج منى. ولكن الأن سأذهب وأغرق سفينة أشقائك جزاءاً على مافعلاة.
عدت الى منزلى. وحفرت الارض وأخرجت اموالى. التى سبق ودفنتها قبل سفرى. وفى الصباح ذهبت وفتحت دكانى. ولكن فى مساء هذا اليوم. بعدما انهيت اعمالى واغلقت دكانى. عدت الى منزلى. وجدت هاذين الكلبين. فزعت منهم. ولكن وجدتهم يتوددان لىّ. ويتمسحان فىّ. فى هذة الاثناء سمعت صوت زوجتى يأتى من مكان بعيد. أخبرتنى ان هذين الكلبين هما أشقائى. ولن يعودان لحالتهم الابعد عشرة سنوات. واخبرتنى بمكان تواجدها بعد هذة المدة. لاذهب اليها واصطحبهم معى. لتعيدهم رجالاً مرة ثانية. وبينما انا فى طريقى اليها. وجدت هذا الرجل وقص علىّ قصتة. فققرت ان ابقى معة لاعرف الى ما ستنتهى الية الحال.
والان ماذا قررت ان تفعل بالتاجر مأمون. هل ستفى بوعدك وتتركة يعود لزوجتة وأولادة ؟ فقال لة اجنى. ان قصتك اعجب من العجب. وانا عند وعدى وقد عفوت عن التاجر مأمون وسأتركة يرحل بآمان من البستان المسكون.




