وحكى لنا الراوى حكاية بعنوان (الا اعراض النساء فدونها الرقاب) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … فى زمن حكم عضد الدولة. وهو ملك ذو شأن. اسمة الحقيقى (شجاع فناخسرو). كان من بين الأمراء المقربين منة. شاب تركى. يقف دوماً ناظراً على أمرأة تطل من (روزنة). والروزنة كلمة فارسية الاصل بمعنى نافذة.
شعرت المرأة بالضيق. فتحدثت الى زوجها وقالت : لقد حرمت الاستماع بنافذتى بيتى. وحرم علىّ الاطلال منها. وسألها زوجها : لماذا ومن الذى يحرمها عليكى. فقال هناك شاب تركى طوال النهار يقف متطلع الى النافذة. واخشى ان يشك الناس ان بينى وبينة أمراً. ولا ادرى ماذا أفعل؟.
فقال لها زوجها سأدلك على ماتفعلين. اكتبى لة رسالة قولى فيها ” لا آرى معنى لوقف طول اليوم هكذا. فأن شأت تعالى بعد العشاء. حين يغفل الناس ويعشى الظلام ويستر الانام”.
ثم قام الزوج بحفر حفرة كبيرة خلف بوابة الدار. فلما جاء الصباح وكالعادة جاء الشاب التركى. القت لة المرأة الرسالة. وتلقها وأشار بالقبول ومضى. وحينما حل المساء جاء التركى. ففتح لة الزوج بوابة الدار. وقبل ان ينطق بكلمة. دفعة واسقطة فى الحفر وأهال علية التراب.
بعد أختفاء الشاب
مضت الايام واختفى الشاب. وسأل عنة عضد الدولة. فقال لة الحراس. لاندرى عنة خبراً. غير انة كان دائم الوقوف بالقرب من دار مجاورة للمسجد القريب من سوق المدينة.
جلس عضد الدولة عدة ايام يفكر فى الامر. وامر الحراس ان يأتوة بمؤذن المسجد. وطلب منهم ان يتظاهروا امام الناس بتعذية. وبالفعل ذهب الحراس وتعمدوا القبض علية بشكل قاسى. واحدثوا ضجيج لفت انظار الناس. وحين احضرة امام عضد الدولة. طمئنة واعطاة مائة دينار. وطلب منة ان ينفذ ما سيطلبة منة.
قال لة : اذا عدت الى مسجدك أذن فى الليل وانتظر فى المسجد. واول من يدخل عليك يسأل عن ماحدث لك وعن سبب قبض الحراس عليك. أحضر واخبرنى بأمرة ومن يكون.
نفذ المؤذن ماطلبة من عضد الدولة. وكان اول من دخل علية هو الشيخ زوج المرأة وقال لة : قلبى عليك ياشيخنا الجليل. حزنت حين رئيت الحراس يلقون القبض عليك. فماذا فعلت ليطلبك عضد الدولة ويرسل اليك؟.
فقال لة المؤذن : لقد فهم الحراس الامر خطأ فما كان يريدنى عضد الدولة الا لخير. وفى الصباح ذهب واخبر عضد الدولة بأمر الرجل واخبرة انة يسكن الدار المجاورة للمسجد.
فأرسل الية الحارس أحضرة. وقال لة : اصدقنى ولا تحاول خداعى. واجب ماذا فعلت بالتركى. اضطرب الرجل وقال لة. يا مولاى ان التركى كان يقف امام الدار يرصد أمرأتى. حتى حرام عليها النظر من النافذة. واصبحت تخشى الفضيحة. من يخوض الناس فى عرضها ظناً ان بينها وبين هذا التركى أمرأ. فطلبت منها ان ترسل الية. وحفرت امام الباب حفرة. وعندما حضر القيتة فيها.
سمع منة عضد الدولة واستشعر الصدق فى قولة. فقال لة : الا اعراض النساء فدونها الرقاب .. أذهب فى آمان الله فما قلت لنا ولا سمعنا منك ..