وحكى الراوى حكاية (الخليفة بن مروان وزراعة البغضاء) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … جلس يوماً أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية. والملقب بأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.
وجلس عن يمنة خالد بن عبد الله بن أسيد. وعن يسارة. جلس أخو خالد. أمية بن عبد الله بن أسيد. وكلاهما استعملة الوليد وولاة أمر بلد من البلدان.
وبينما هو جالس هكذا. احضروا الية الاموال التى ارسلها الحجاج. ووضعوها بين يدية. فنظر اليها عبد الملك بن مروان وقال : هذا والله هو الادخار والتوفير. هذة هى الآمانة. فعلها الحجاج. ولم يفعلها من وليتة أمر العراق. فلم يجيئنى من مالها الا القليل. وأشار الى خالد فهو من استعملة على العراق
وأشار الى أمية بن عبد الملك وقال. وهذا استعملتة على خرسان. فلم يأتنا من خراجها بشيئ. استعملتك فضيعتوا وأضعتونى. وأن عزلتكم قلتم. استخف بنا وقطع أرحامنا.
فقال لة خالد بن عبد الله. يا أمير المؤمنين. استعملتنى على العراق. واهلها قسمين. القسم الاول سامح مناصح والقسم الثانى مبغض مكاشح. اى قسم أصحاب قلوب طيبة ويحملون لك الحب وقسم نفوسهم حاقدة يحملون لك الكرة. فأن اكرمنا القسم الاول الذين يحملون لك الحب. زاد حبهم وولائهم لك يا أمير المؤمنين. واذا اكرمنا القسم الثانى منهم. الذين يضمرون الكرة. وقينك يا أمير المؤمنين شرورهم وسللنا الحقد والدغينة من نفوسهم. واستبدلناها بالمودة فى صدورهم. اما ذاك الذى يجبى الاموال بلا حساب (يقصد الحجاج). جمع الكثير من المال ولكنة زرع فى أفئدة الرعية البغضاء وقلب عليك عقول الرجال. فأخشى يا مير المؤمنين يوماً لا يأتيك فية المال ولا تجد حولك الرجال.
ودارت الايام وتذكر عبد الملك بن مروان كلمات خالد بن عبد الله بن أسيد. حين خرج ابن الاشعث بثورة على الحجاج وعم الراب فى البلاد. وقال : هذا والله ماقالة خالد.




