وحكى الراوى حكاية (القاضى ابو يوسف وجارية هارون) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … ذات ليلة جلس هارون الرشيد يتأمل عقداً أهدى الية. وكان عقداً من الاحجار الكريمة جميل الشكل وعالى القيمة. ظل يقلبة بين يدية مبهوراً بجمالة. وكانت تجلس جارية من جوارية. وبعد ساعات اكتشف هارون اختفاء العقد. فغضب واتهم الجارية. فطلب حضورها وسألها. فأنكرت. فأقسم بالطلاق والعتاق والحج. بأنها غير صادقة. وان هى من أخذت العقد. ولكنها ظلت على موقفها. يتهمها وتنكر. يقسم هو انها أخذتة. وتؤكد هى انها لما تأخذة.
تركها تمضى وجلس مع نفسة. وقد تملكة الشك. فقد يكون مخطئ فى اتهامة لها. مع انها كانت حاضرة اثناء معاينتة للعقد. فأرسل فى طلب ابو يوسف.
وابويوسف هو يعقوب بن إبراهيم الأنصارى. احد تلاميذ الامام أبى حنيفة. وتفقة على يدية وتولى القضاء. وفى عهد هارون الرشيد منح لقب قاضى القضاة. وكان موضع تقدير وثقة لدى هارون الرشيد.
استدعاء القاضى ابو يوسف
وعندما حضر ابو يوسف. قص علية هارون ماحدث. واخبرة ان يخشى ان يكون اقسم كذباً فيتحمل وزر يمينة. وطلب منة حل لاخراجة من هذة الذلة. ظل ابويوسف يفكر فى حل لاخراج الخليفة من هذا الامر. حتى أهتدى لفكرة.
طلب ابو يوسف من الخليفة هارون الرشيد. ان يستدعى الجارية ومعها خادم وان يتركهم معاً. حتى يطلبا مقابلتة. ونفذ هارون ماطلبة ابو يوسف واستدعى الجارية وخادم.
فما ان انفرد ابويوسف بهم. قال للجارية : انصتى الى ما اقولة جيداً ونفذية بكل دقة. عندما يحضر امير المؤمنين. ويسألك عن العقد. فأنكرية. فأذا أعاد عليك السؤال مرة ثانية. فقولى نعم أخذتة. فأذا اعاد عليكى السؤال مرة ثالثة. أنكرى انكِ أخذتى العقد. وطلب من الخادم ان يسكت ولا يبوح بما سمعة.
وخرج الثلاثة وطلبوا مقابلة امير المؤمنين. وحينما مثلوا بين يدية. قال ابويوسف : أسالها يا أمير المؤمنين. ثلاث دفعات متتالية عن العقد. وستصدقك القول.
فسألها اول مرة فأنكرت. ثم اعاد عليها السؤال. فقال آجل يا أمير المؤمنين انا أخذت العقد. فقال لها ماتقولين؟ .. فقالت لة والله يا امير المؤمنين ما أخذت شيئ. ولكن هذا ماطلبة منى الشيخ الجيل ابو يوسف قاضى القضاة.
فألتفت هارون الرشيد الى ابو يوسف مستفسراً عما حدث. وماقالتة الجارية. فقال لة ابو يوسف يا امير المؤمنين. انت الان خرجت من يمينك. لان الجارية أخبرتك انها أخذت العقد. واخبرتك انها لم تأخذ العقد. وحتماً هى صادقة فى احد القولين. وغير صادقة فى أحدهم. وبذلك تكون برأت من يمينك.
وبعد فترة علم ابو يوسف ان امير المؤمنين هارون الرشيد عثر على العقد.
القاضى ابو يوسف وجارية هارون – القاضى ابو يوسف وجارية هارون – القاضى ابو يوسف وجارية هارون