وحكى الراوى حكاية (المأمون والآصم والحزينة والمجنون) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … بينما المأمون يتسامر مع بعضاً من جلسائة. ابتسم وقال. والله ماعجزت عن الرد وانعقد لسانى الا مع ثلاث. قابلتهم فى حيانة. فسألة أحدهم. ومن هم يا أمير المؤمنين؟.
فقال : اما الاول ..
فكان رجلاً من أهالى الكوفة. وكان أهل الكوفة قدموا الى مجلسى لرفع مظلمة. يشتكون فيها من حاكم بلدتهم. وحينما قدموا قلت لهم. لن استطيع السماع من الجميع. تخيروا رجلاً منكم ينوب فى الحديث عنكم.
فقالوا اخترنا رجلاً ولكن ليعلم أمير المؤمنين انة أصم. فأن قبل امير المؤمنين فهو لساننا. فقلت لهم طالما تخيرتوة فدعوة يتقدم. فلما مثل بين يدى. طلبت منة ان يقول شكواة.
فقال : يا أمير المؤمنين. وليت علينا حاكم. حكمنا ثلاث سنين. فى السنة الاولى أخذ اموالنا. حتى نفذت. وفى السنة الثانية. بعنا ضياعنا. وفى السنة الثالثة خرجنا من ديارنا واوطاننا. بعد الفقر والمسكنة التى حلت بنا.
فقلت لة : كذبت. بل وليت عليكم من هو أثق فية. ومن هو أمين على اموالكم وارواحكم. واعرف خلقة. … فقال الرجل : صدقت يا امير المؤمنين وبرأت. وانا كذبت وآفكت. وانت خليفة الله فى بلادنا وامينة على العباد. ولكن لماذ خصصتنا بهذا الحاكم العادل الآمين. ثلاث سنوات متتالية. آلم يكن من الفضل ان تولية كل بلد مدة عام. وتنقلة لبلد آخرى. لينشر حكمتة وآمانتة فى البلاد. ويفيض من عدلة على العباد. فضحك المأمون وقلت لهم. لقد عزلتة عنكم.
أما الثانى ..
فكانت أم الفضل. وكان لها ولد توفاة الله. وكانوا يعايرونة. بكبر رأسة ويطلقون علية. ذو الرأسين. وكانت أم الفضل تبكى علية بشدة فقلت لها مواسياً. ومحاولاً التخفيف عنها : يا أم الفضل لاتكثرى البكاء على ذو الرأسين. وانا لكِ ولداً بدلاً منة. .. فزاد بكائها واشتد نحيبها. فقلت لها اقول لكِ هذا فتزيدين البكاء؟!! .. فقالت وكيف لا ازيد علية البكاء والحزن وقد أكسبتى مثلك ولداً لى. فعقد لسانى عن الرد عليها.
والثالث كان ..
رجلاً احضروة لمجلسى. وقالوا انة يدعى النبوة. وكنت مشغولاً فطلبت ان يحبسوة لحين افرغ من اعمالى. وطلبتة حين فرغت. فلما مثل بين يدى سألتة هل حقاً تدعى النبوة؟. فقال نعم. فقلت لة ولمن بعثت؟. .. فقال : اوتركتمونى أبعث؟. فأنا بعثت فى المساء. ورجالك حبيسونى فى الصباح.
فقلت لة ومن تكون من الانبياء : فقال انا موسى بن عمران. فقلت لة ان نبى الله موسى. كانت لة ادلة وبراهين. فما برهينك انت ؟.
فسالنى وماهى أدلة وبراهين موسى ؟. فقلت لة كان إذا ضم يدية الى جيبة خرجت بيضاء. واذا القى عصاة تحولت الى حية. فرد مدعى النبوة وقال : كانت هذة براهين موسى امام فرعون الذى قال انا ربكم الاعلى. فهل انت فرعون كى اظهر لك هذة الادلة والبراهين. فضحكت من كلامة وعجزت من الرد علية. فقد أيقنت أنة مجنون.