14 أبريل 2025

مع انتشار السوشيال ميديا وتوافر وسائل الاتصالات المرئية والمسموعة تكالب الجميع صغارا وكبارا عليها كجائع تقطعت أمعاؤه إلى الزاد فنَهِم كل ما أمامه وكل ماتيسر له النيل منه بلاتمييز ولا إحكام عقل، كل يبحث في تلك المائدة عما يشتهيه دون وعي إلامن رحم ربي؛ فهناك من يستخدمونه استخداما معتدلا نافعا لا إفراط فيه، بل استخدام كله نفع، وهناك من انغمس في قاعه ففقد سيطرته على النجاه من هذا القاع الملوث. انهيار خلقي

والذي أقصده هنا هو الاستخدام السيء والخارج عن حدود الخلق والدين ألا وهو انتشار فعل المحرمات للصغار والكبار. ولنبدأ من الصغار، أين دور الأم في التوجيه والإرشاد؟! أين دور الأب في توجيه أبنائه وزرع الدين بداخله؟! أين دور الأبوين في توجيه طاقة أبنائهم إلى أشياء مفيدة كممارسة الرياضة وإشباع الهوايات؟! أين الاحتواء بل أين العقاب البنَّاء عند وقوع أي خلل؟!

ونتيجة لما سبق نرى ونسمع كل يوم جرااائم تقشعر لها الأبدان، ويندى لها الجبين خجلا، من شذوذ واغتصاب وغيرها الكثير.
فإن تُركوا هكذا بمفردهم مع هواتفهم دون مراقبة وتوجيه وتقنين فسيفسدون ويصبحون منبع للفساد، وعلى ذلك فإن المجتمع سينهار حتما لرؤية كل ماهو محرم كالمواقع الإباحية والتي صنعت خصيصا للنيل منا نحن.

فلا نكن كنعامة تدفن رأسها في الرمال، لابد أن نعترف بأن هناك خطر ونقوم بالتوعية، كمؤتمر السلام النفسي الذي انعقد لمواجهة تلك المشكلة وقوبل بالاعتراض من قبل كثير من وجوه الإعلام المختلفة على أنها قضية تمس الحياء ولا يصح التعرض له!!!!!!.
فماذا الآن بعد أن وقعت هذه الجريمة وقتل الطفلة من أطفال مثلها؟!!! وعند سؤالهم يقولون” كنا نقلد الأفلام الإباحية “.
فليست هي أول جريمة ولا هي آخر جريمة، ومن هنا نقول :
لكل أم عليك أن تعي أن ابنتك لا يجب أن تتركيها بمفردها ما دامت صغيرة لا تعي ولا تستطيع دفع الضرر عن نفسها، ولا تثقين أيتها الأم في مخلوق حتى لو أقرب قريب لك، حتى وإن كان ولدا يجب عليك توجيهه وزرع الخوف من الله داخله وأن تحاولي اختيار البيئة المناسبة له لينمو فيها، وهذا قبل بلوغه سنا يرفض فيها اختيارك ويتهمك بالتحكم فيه.

علينا جميعا أن نحرص كل الحرص ونحذر كل الحذر حتى لا تتكرر مثل تلك الحوادث البشعة. اللهم أنبت أولادنا نباتا حسنا واهدهم، ولا تشمت فينا عدو غاصب كل مراده النيل من شبابنا ورجالنا، حتى يصبح كل همنا سد شهوات الفرج والبطن دون النظر إلى حقوقنا التي لا نملكها أبدا مادمنا سطحيين التفكير،فقراء التمنية.
اللهم عليك بهم، وأبطل مخططهم، وقنا شر أنفسنا وكل من أراد بنا شرا آمين..

ذكاء الرازى وفطنة المتنبى

Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ