وحكى الراوى حكاية (امير البصرة بلال وجرأة مالك بن دينار) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … يقال أن بلال بن أبى بردة (وهو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عبد الله بن قيس بن حَضَّار الأشعري اليماني البصري) وكان أمير البصرة. خرج ذات يوماً فى جنازة. واثناء مسيرة وجد جمع من الناس. فسأل حارسة : ما هذا الجمع ومن ذا الذى يخطب فيهم.
فقالوا لة ان مالك بن دينار. (وهو أبو يحيى مالك بن دينار البصري، من أعلام التابعين) وقف يخطب فى الناس ويذكرهم بالله وبيوم الحساب. فطلب من احد حارسة ان يذهب الية ويأمرة ان يلتقية عند قبر المتوفى.
وذهب الحارس وبلغ الرسالة لمالك بن دينار. فما كان منة غير انة قال للحارس. مالى عند بلال بن أبى بردة حاجة حتى أذهب الية. فأذا كان هو لدية عندى حاجة فليأتى هو الىّ.
فأستجاب بلال بن أبى بردة. وتقدم بركبة حتى وصل قرب الحلقة التى يخطب فيها مالك بن دينار. وترجل عن ركابة. وجلس بين الجالسين. ورآة مالك بن دينار. فسكت عن الكلام. وأطال السكوت حتى قال لة بلال : ماذا بك يا أبا يحيى ذكرنى كما تذكر الناس. فقال لة مالك : وهل نسيت شيئ حتى أذكرك بة ؟.
فرد عليى بلال : أذا حدثنا بما تحدث بة الناس. فقال لة مالك : أما هذا فنعم. فأكمل حديثة وقال. قدم الينا أميراً من قبلك. فمات .. فدفناة فى قبراً هنا. ثم مات فينا رجل فقير. فجأنا بة الى قبر مجاورة لقبر الامير. فدفناة ايضاً. ووالله لاندرى ايهما أكرم على الله سبحانة وتعالى.
فقال بلال بن أبى بردة : آتدرى يا أبا يحيى ما الذى جرآك علينا ؟. وما الذى اسكتنا عن عنك ؟. هو انك لم من اموالنا درهماًُ. فوالله لو أخذت منا درهمناً ما تجرأت هذة الجرأة. وقال لوصيفة. لايكسر عين الرجال. الا السؤال وطلب المال.