أبا سعيد هي كنية (الحسن البصرى) .. وهو الامام ذو الهيبة. والقاضى الذى لايخاف في الحق لومة لائم. واحد العلماء التابعين واكثر الشخصيات البارزة في عصور صدر الإسلام. وقصتة مع (الحجاج ابن يوسف الثقفى) تبدأ حين تولى (الحجاج) ولاية العراق واستقر امر ولايتة بعد أن أستطاع لجم لسان الناس وأخضاعهم لطاعتة. وبعد أن شيد لنفسة قصراً مابين الكوفة والبصرة. حكاية ابا سعيد والحجاج
وطلب من الناس الخروج لزيارة قصرة عن قرب ورؤية جمالة ليتحدثوا عن روعتة وفخامتة ليرضى غرورة. وليظهر للرعية قوة حكمة واستقرار سلطانة وثراء ولايتة.
فاجمتع الناس حول قصرة وظلوا يطوفون حولة مبهورين بروعتة وجمالة. ووجد أبا سعيد (الحسن البصرى) في تجمعهم فرصة ليعظهم ويحق الحق. ويدعوا الناس الى الخير. ويصرفهم عن زخارف الدنيا. ويذكرهم بأن ماعند الله أفضل.
فقال فيما قال .. ان فرعون بنى وشيد اعظم مما شيد الحجاج. وبنى بناء اعظم مما بنى الحجاج. ولم يعصمة بنائة من أن يهلكة الله. بل وقال … ان الحجاج يجب أن يعلم ان أهل السماء يكرهونة. وأن أهل الأرض قد غروة.
وظل يردد هذه الكلمات بين الناس. حتى أشفق علية الناس وخافوا علية من بطش الحجاج. وخاولوا ان يثنوة عن فعل هذا. ولكنة رفض الاستجابة لهم وقال ” أن الله قد أخذ على العلماء أصحاب العلم والدين ميثاق بألا يكتمون علمهم عن الناس” .
وبلغ سمع الحجاج ما يقولة (الحسن البصرى) عنة واستشاط غضباً. وصب غضبة على ما يشاركونة مجلسهم. قائلاً : سحقاً لكم أيها الجبناء. كيف يجرء عبد من عبيد اهل البصرة ان يقول فينا مايشاء ولا يجد منكم من يردة وينكر علية من يقولة فينا .. والله لاسقينكم من دمة. ونادى على السياف وامر بحضار “النطع” والنطع عبارة عن بساط سميك من الجلد يوضع تحت المحكوم علية بالقتل. وأعطى اوامرة للشرطة بأحضار (الحسن البصرى) في الحال.
وجاء (الحسن البصرى) ودخل مجلس (الحجاج). وهو يمشى بثقة ووقار وشموخ وايباء. وشفتاة تتمتمان بكلمات غير مسموعة. وحين أقترب من مجلس (الحجاج) ونظر الية ووجدة يقف امامة بثقة ووقار. امتقع وجة (الحجاج) وأشار الية وقال لة (ها هنا يا أبا شعيد ها هنا). اى اجلس هنا يا أبا سعيد.
وأجلسة بجوارة وظل يحدثة ويستشيرة ويتسامر معة. و(الحسن البصرى) يحدثة ويجيبة على كل أسألتة بما لدية من سعة علم. وكل الحضور ينظرون اليهم في دهشة وذهول. خاصة حين قال لة (الحجاج) : انت سيد العلماء يا أبا سعيد وقام وطيب لحيتة بأغلى أنواع العطور.
واستئذن (الحسن البصرى) وخرج وسط دهشة وذهول كل الحضور. وخين خرج من القاعة لاحقة الحاجب وقال لة : والله يا أبا سعيد ما دعاك (الحجاج) ليحدث بل كان يضمر لك شيئ آخر. ولكنى رئيتك تتمتم بكلمات فا بالله عليك اخبرنى بما كنت تدعوا. فنظر الية (الحسن البصرى) وعلى وجهة ابتسامة وقال لقد دعوة الله قائلاً (يا ولي نعمتى ومـ-ـلاذي عند كـ-ـربتي، اجعـل نقمـ-ـته بردًا وسـ-ــلامًا عليّ كما جعـلت النار بردًا وسـ-ـلامًا على إبراهيم)