وحكى الراوى حكاية (ذكاء الرازى وفطنة المتنبى) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … بلغ خالد بن عبد اللّه القسري حاكم الكوفة أن المتنبى. امتدح بعض من أعدائة. مما أوغر صدر خالد بن عبد الله علية. ونثر بذور الكراهية والعداوة بينهم. والتى بلغت حد توعد خالد بن عبد الله. الانتقام من المتنبى بقتلة. وحين بلغ المتنبى. ما عزم علية خالد بن عبد الله. فر هارباً من الكوفة.
وبلغ خالد أمر المتنبى. وعرف انة فر من الكوفة ولجأ لبلد تسمى الخورنق. فطلب من كاتبة ويدعى الرازى. ان يكتب رسالة. ويلطف فية الكلام. ويستعطف خاطرة. ويخبرة انى رضيت عنة. واطلب منة الرجوع. واوعدة بالآمان. وماكان الامر الا كمين اعدة خالد لاستدراج المتنبى.
لكن كان بين المتنبى والرازى كاتب الحاكم. علاقة صداقة وحبة. فحزن حزن شديد لم يخطط لة الحاكم. ولكن لا حيلة لة. لايستطيع ان يرفض الكتابة. ويخشى ان يكتب كلام غير مايملية علية الحاكم. تحسباً ان يطلب منة قراءة الرسالة. فأذا وجد انة غير واستبدل الكلام. لاشك سيأمر بقتلة.
ولكن هدى الله الكاتب الى فكرة. فبعد ان أتم كتابة الرسالة التى امرة بها لحاكم وبنفس المضمون الذى طلبة. ولكن كتب فى آخر سطر. (إن شاء الله تعالى) وشدد النون اى كتبها (إِنَّ). وبالفعل طلب الحاكم قراءة الرسالة. وختمها بخاتمة.
فلما وصلت الرسالة للمتنبى. ورآة تشديد النون. ولانة يدرك ان كاتب الحاكم. رجل حصيف. يملك ناصية اللغة ويعرف قواعدها والتصريف. وفهم المقصود من تشديدة النون. انها أشارة لما جاء فى قول الله (إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ). ففر من الحيرة. ثم كتاب رسالة رداً على رسالة الحاكم. وأضاف ألفاً على آخر (أن) اى جعلها (إِنَّا) مأخوذة من قولة تعالى (إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَ). وحين استلم الرازى الرسالة أدرك ان المتنبى فهم رسالة. ونجا بعمرة
ملحوظة : المتنبى هو
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي. ويأتى اسم الكندى اكتسبة ليس لانتماء نسبة إلى قبيلة كندة. انما اكتسبة لانة ولد فى الحى الذى تسكنة القبيلة في الكوفة. عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان المتنبى من أعظم شعراء العرب، ومن أكثر الشعراء تمكناً من اللغة العربية بل وأعلمهم بقواعد اللغة ومفرداتها، ولهذا تبوء مكانة سامية لم ينالها غيرة من شعراء العرب. فقد وصف بأنه نادرة زمانه، وأنة أعجوبة عصره، وشعرة حتى يومنا هذا مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. والمتنبى قال الشنظم الشعر فى سن مبكر. فنظم أول أشعاره وعمره تسعة سنوات، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكراً.