وحكى الراوى حكاية (عبد الله المعلم ودرويش الرويثة) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … قال عبد الله بن المعلم. خرجنا ذات يوماً من المدينة. قاصدين الحج. وحينما كنا بالرويثة. والرويثة هذة محطة للقوافل تقع على الطريق من مكة للمدينة. نزلنا لاخذ قسط من الراحة. وتقدم نحونا رجل رقيق الحال. بالى الثياب. نحيف الجسد. وقال : من منكم يحتاج خادماً. اويبغى ساقياً.
فقلت لة تقدم وخذ تلك القربة وملائها. فأخذها وانطلق مسرعاً بجد واجتهاد. وما هى سوى دقائق معدودات حتى عاد. وثيابة مبلولة. ولكن تعلو وجهة ابتسامة فرح وسرور. ووضع القربة وقال : هل لكم طلب آخر؟.
فقلت لة لا وشكرناة. وأطعمناة قرصاً بارداً. فأخذة شاكراً وحامداًُ لله. وابتعد عنا وجلس يأكل. تابعتة بنظرى. فوجدة يأكل بنهم. مما يدل على انة كان يعانى من جوعاً شديد. ولكن شعرت ان القرص لم تكن شهية. فأخذتنى الشفقة بة. فقمت الية واخذت معى طعاماً طيباً شهى. وبكمية اكبر حتى تسد جوعة.
الفضول لمعرفة الحكاية
وقدمتهتا لى قائلاً : شعرت ان القرص لم تكن شهية. م فأتيتك بهذا الطعام الشهى لعلة ينول رضاك. فأبتسم فى وجهى وقال : ياعبد الله لا تبالى. فما هى الا فورة جوع لايشغلنى بأى طعام قد سددتها. فأى طعام يسدع الجوع. فتركت لة الطعام وعدت الى مجلسى. فقال لى رجل كان يجلس بجانبى : هل تعرف هذا الرجل؟.
فقلت لة : لا والله لا اعرفة. فقال الرجل : أنة من بنى هاشم. من ولد العباس بن عبد المطلب. وكان يسكن البصرة. ولكنة خرج منها. وهام على وجهة. مثل الدراويش. ولم يعرف أحد لة آثراً. ولا عرفوا لة خبراً.
استغربت لحديث الرجل. وزاد فضولى لاعرف اكثر عن هذا الدرويش. فعدت الية وجلست أسامرة حتى آنس إلىّ وجلس يحدثنى. وقال : أنا رجلاً من ولد العباس. وكنت أسكن البصرة. وكنت فى رغداً من العيش. وكان لى بيتاً وخدم.
ويوماً أمرت خادمى ان يأتى لىّ بفراشاً ومخدة من الحرير. ويحشوها ورداً نثير. ففعل ما امرتة بة. وبينما أنا نائم. شعرت بآلم فى خدى. فأستيقظت فأذا بقمع وردة غفل عنة الخادم. سبب لى حكة وآلم فى خدى. فقمت من النوم وذهبت للخادم. ايقظتة من نومة. واوسعتة ضرباً. وعدت الى نومى. فآتانى فى المنام. آتى فى صورة فظيعة ومخيفة نهرنى وزجرنى وقال : افق من غشيتك. وأبصر حيرتك. وردد الابيات التالية.
يا خــــدّ إنك إن توسّــــد ليّنـا …. وسّدت بعد الموت صمّ الجندل
فامهد لنفسك صالحا تنجو به …. فلتـــــندمنّ غدا إذا لم تفعــــل
فنتفضت من نومى مفزوعاً. وخرجت من ساعتها تاركاً دارى. هارباً الى ربى.
ملحوظة :
العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي أو عباس بن عبد المطلب يُكنى بأبي الفضل، صحابي من صحابة رسول الإسلام محمد بن عبد الله، وهو ثاني من أسلم من أعمامه إذ لم يسلم منهم سواه وحمزة، كما أنه عديله فزوجة النبي محمد ميمونة بنت الحارث أخت زوجته لبابة الكبرى بنت الحارث. أُمّه هي أم ضرار نتيلة بنت جناب النمرية