قبل ان نستطرد فى الحديث عن كيف تتخلص من خجلك .. دعنا نسألك .. هل تشعر بالارتباك وعدم الرغبة في مواجهة الناس، وتفضل العزوف عن المناسبات الاجتماعية؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فلا تخف. فأنت لست وحدك الذي يعاني من هذا الشعور، فهناك كثيرون من الشباب. سواء الشبان أو الفتيات وبخاصة بين الرابعة عشرة والخامسة وعشرين من العمر. (وقد تستمر إلى ما بعد هذه السن)، يعتبرون الخجل المشكلة الكبرى في حياتهم. لدرجة تسبب لهم القلق. لكن لا داعي للانزعاج والحزن. ففي إمكانك التغلب على الخجل.
اعرف نفسك أولاً:
ولابد أن تعرف حقيقة نفسك أولاً.. هل أنت خجول أم لا. فإذا كنت شخصاً هادئاً تحب الوحدة وتشعر بالحرج أمام الناس وتخضب الحمرة وجنتيك كلما تعرضت لاحتكاك اجتماعي. فإن هذا لا يعني أنك خجول. .. بل إنها صفات تدل على وقتك وحساسيتك وطالما أن تصرفاتك لا تشل حركتك. ولا تعوق سير حياتك فلا داعي للقلق فأنت إنسان عادي مرهف الحس.
ما الخجل؟
والخجل إذا لازم إنساناً تجده يخشى الناس ويرتبك أمامهم، وبخاصة هؤلاء الذين يكونون مصدر تهديد إنفعالي له مثل الغرباء بسبب حداثته، وقلة الثقة بالنفس. كما أن الشخص الخجول يخشى لقاء أعضاء الجنس الآخر.
وأيضاً يخشى الشخص الخجول مواجهة المواقف الاجتماعية، وقد تحتبس الكلمات في حلقه أو يعجز عن إدارة الحديث.
ويرى علماء النفس أن الخجل غالباً ما يكون رد فعل لموقف صعب وجديد، وعادة ما يكون جزءاً رئيسياً في حياة كل مراهق. اتفق العلماء على أن عمر المراهق هو ما بين الثالثة عشر والحادية والعشرين من العمر.
أشكال الخجل:
وهناك صور عديدة للخجل. إذ أنه يصيب الناس بطرق مختلفة. فيوجد شخص يشعر بالخوف والحيرة في مواقف معينة لكنه يقدر أن يخفي هذه المشاعر ويظهر في صورة عادية. وهناك من يعاني من التحدث مع الغرباء، لكنه على ثقة بالنفس في صداقته للأشخاص الأقرباء له. وبعض الناس يشعرون بصعوبة التواجد في المناسبات الاجتماعية كالحفلات، على حين يزول عنهم هذا الشعور في المواقف غير الرسمية، والبعض الآخر نجده يعاني من مجرد الحديث مع أي شخص.
ويرى بعض العلماء أن الخجل قد يكون مشكلة خفيفة تجيء وتزول في مواقف خاصة أو في أوقات معينة من الحياة، وقد تكون مشكلة حادة تشكل نوعاً من الاضطراب النفسي الذي قد تتدهور معه حالة صاحبه لدرجة أنه يصاب – نتيجة الخجل الشديد – بشلل عقلي يؤدي إلى حالة من اليأس قد تقوده إلى الانتحار.
رد الفعل:
وعندما يتعرض الشخص الخجول لموقف اجتماعي يثيره، فإنه يشعر بالخوف ويحدث لديه رد فعل شديد، هو رد الفعل العاطفي وهو على ثلاثة أنواع رئيسية:
* مشاعر ذاتية من الخوف والضيق.. فيفكر الخجول بطريقة مختلفة عن غيره.. إنه يضع نفسه في صورة سلبية مجردة.. ويميل إلى نقد الذات وعدم الاعتداد بالنفس.
* خوف فسيولوجي.. إذ تحدث زيادة في النشاط الفسيولوجي (أي بأعضاء جسمه) فتزيد وسائل الدفاع الأوتوماتيكية الممثلة في زيادة معدل النبضات وزيادة إفراز العرق، وارتفاع ضغط الدم، واحمرار الوجه، ويتصرف الإنسان الخجول بذاتية في المواقف الاجتماعية العادية كما لو كان هناك تهديد فعلي لجسمه، فنجد أنه يفرز عرقاً أكثر، ويجف حلقه، وترتعش يداه، ويكون أكثر عصبية.
* خوف سلوكي، فنجد الشخص الخجول لا يشارك كثيراً في المواقف الاجتماعية، ولا يجيد الحديث أو المجاملات، كما أنه يقدم على تصرفات منكرة لا يرضى عنها المجتمع مثل المشاكسة، وغيرها من التصرفات الفوضوية التي يأتي بها الخجول الخائف، مدفوعاً لا إرادياً بتصور أن هذه التصرفات تعوضه عن نقص كفايته الاجتماعية.
ما أسباب الخجل؟
مازالت أسباب الخجل موضع دراسة وبحث بين علماء النفس والتربية. فبينما يقرر فريق من أساتذة التحليل النفسي أن الخجل هو رد فعل لرغبات أساسية لم تتحقق نفسياً. يعلل فريق آخر هذه الظاهرة بأنها تعود إلى وجود أفراد معينين وُلدوا مهيئين للاتصاف بالخجل.
أما علم النفس المتطور فيرى أن القلق الاجتماعي المستمر. والشديد بين الصغار، له جذور في الأجداد. ويؤكد عالم النفس جوناثان شيك: “إننا نشعر بأن هناك عنصراً وراثياً في الخجل في نحو 40% من البالغين الذين يعانون من هذه المشكلة.
على الأم أن تحذر!
ويقول د. كاجان أستاذ الطب النفسي بجامعة هارفارد “إن خجل الطفل ونموه معه، قد يكون مولوداً معه بسبب تأثير تعرض له قبل أن تضعه أمه حيث كانت الأم تعاني من نقص في التغذية أو إرهاق جسماني أو اضطرابات نفسية في أثناء الحمل، إذ أن الجهاز العصبي للجنين يبدأ في النمو خلال الأسبوع الخامس أو السادس من الحمل”.
مسئولية الأبوين!
بالإضافة إلى العامل الوراثي فإن علماء الطب النفسي يجمعون على مسئولية الأبوين عن إصابة طفلهما بالخجل دون أن يشعرا من خلال مواقف بسيطة أو ملاحظات عابرة لا يشعران بتأثيرها على الابن، ومن ذلك قلق الأبوين الزائد على سلامة ابنهما أو ابنتهما، والمشاحنات المستمرة بين الأبوين، عدم تنبه الوالدين لقصور صحي معين لدى ابنهما كضعف بصري مثلاً مما يشعره بأنه أقل من زملائه فيخجل، أن يقارن الوالدان أحد أبنائهما بشقيقه، بإبراز محاسن شقيقه التي يتفوق عليه فيها مما يشعره بالإحباط والخجل، كذلك قسوة بعض الآباء والأمهات في معاقبة الابنة أو الابن لمجرد ارتكاب خطأ أو تقصير في أداء واجب أو الحصول على درجات أقل في الامتحان مما يؤدي إلى تقليله من قيمة نفسه وشعوره بالنقص فيخجل.
كيف تتخلص من خجلك!
ويؤكد علماء النفس أنه مهما كان سبب الخجل الذي يعاني منه الشخص الخجول فإنه يمكنه التخلص من خجله!
وفي رأيهم أن الخجل يحدث لدى الشخص الذي ينشغل جداً بنفسه لدرجة أنه لا يستطيع التحدث إلى الآخرين، وتكمن جذور الخجل في الشخص الذي لديه تصور ضئيل عن نفسه، وهذا التصور يرجع غالباً إلى:
تجارب مُرة المذاق في مرحلة الطفولة مثل سخرية الزملاء لكونه مختلفاً عنهم بطريقة ما سواء في الطول أو القصر أو السمنة مثلاً. فإذا كان الخجل يمثل عقبة ومشكلة في حياتك، وأردت التخلص منه فما عليك إلا أن تبدأ في اتخاذ الخطوات الإيجابية والعملية التي تساعدك على هذا.
تعلم الاسترخاء مثل تمرين الشهيق بعمق.
اعمل على تهدئة نفسك حتى لا يزيد نشاطك الفسيولوجي المتمثل في معدل ضربات القلب السريعة واضطراب المعدة واحمرار الوجه.
ابدأ في التحدث إلى الغرباء؛ بأن تحاول أن تقدم نفسك إلى شخص جديد سواء في مجال دراستك أو عملك.
حاول أن تجري حواراً هاتفياً مع زميل لك بحيث لا تقل مدته عن 3 دقائق، وهذه الممارسة تساعدك على تأكيد ذاتك.
إذا وجدت نفسك في وسط جماعة، فلا تنتظر أن يبدأ الناس الحوار معك وابدأ أنت بالتحدث في موضوع يهم الجميع.. كحالة الطقس، أو الاستعداد للامتحانات أو سوق العملة.. الخ.
لا تخش التجربة والخطأ فإن كثيرين من الناجحين وقعوا في أخطاء، لكنهم تعلموا منها.
سجل قائمة بأسماء الأشخاص والمواقف التي تشعر فيها بالخجل ثم اعمل على إزالة بعض المخاوف التي تشعر بها تدريجياً كالإخفاق والخوف.
كن شجاعاً في مواجهة الناس، فكلنا بشر وكل منا له ما يحسنه، أو ما يعاني منه أيضاً.

كيف تتخلص من خجلك – كيف تتخلص من خجلك – كيف تتخلص من خجلك –