وحكى الراوى حكاية (مرؤة شريك ووفاء الطائى) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … كان للملك النعمان بن المنذر. وهو أحد ملوك المناذرة الذين حكموا قبل الاسلام وكان يلقب بأبى قابوس. يومين فى العام. يوم نعيم ويوم بؤس. من صادفة قى يوم النعيم. أكرمة وانعم علية بالعطايا. اما من يقابلة فى يوم البؤس فهو هالك لامحالة وسيأمر بقتلة.
وكان فى مدينة مجاورة. يعيش رجل يدعى (الطائى) وكان شديد الفقر. وقرر الخروج من مدينتة والذهاب لمدينة الملك النعمان. يلتمس ابواب الرزق. وان يجد فيها مايعينة على اطعام اولادة. وبالفعل انعم الله علية بقليل من المال وبعضاً من الطعام. فقرر العودة لاولادة وأهلة.
حراس النعمان يوقفون الطائى
وبينما هو فى طريقة استوقفة حرس الملك النعمان. الذى كان يمر وقتها فى طرقات المدينة. وحين عرف الطائى. ان هذا اليوم هو يوم البؤس. أدرك انة هالك لامحالة. فأقترب من الملك وقال لة : اسعد الله حياة الملك. وأسألة بكل غال ان يعفوا عنى. فأن لى أطفال صغار. وأهلاً جياع. وقد قدمت لمدينكم التمس فيها الرزق ومايسد جوع اهلى. وقد رزقنى الله بما تراة وكنت فى طريق عودتى اليهم.
فأعفوا عنى. او امهلنى لاذهب اليهم. اودعهم واعطيهم ما رزقنى الله بة. واوصى بهم اهل الحى. واعود اسلم نفسى اليكم يا مولاى فى المساء. فلن يفرق قتلى الان. عن قتلى حين اعود فى المساء.
سمع النعمان بن منذر كلام الطائى. ورق لحالة وحال اطفالة. ولكن قال لة : والله لاسمح لك بالذهاب الى ديارك. حتى يضمنك رجلاً. فأن ذهبت ولم تعود نقتلة بدلاً منك.
التفت الطائى حولة. ولم يجد استجابة من أحد لضمانة. فتوجة الى شخصى يدعى. شريك بن عدى بن شرحبيل. وهو من المقربين للملك النعمان. فنظر الية وقال لة : كما ترى لا أحد يجيرنى ولا اعرف احداً غيرك. فأجرنى واضمنى لدى الملك واقسم لك اننى سأفى بوعدى. فليس الموت عندى امر من جوع اولادى. وانت من قوماً كرام فجود عليا بضمانك لدى الملك النعمان. ولك الله بأنى اعود قبل نزول الظلام.
فرق قلب شريك. واعطى للملك الضمان. فقال لة الملك : وانا سأطلق صراحة يا شريك. واعلم انة اذا لم يعود قبل حلول الظلام. سينفذ الحكم عليك.
وذهب الطائى لاهلة. ومضى الوقت حتى بدأت تختفى الشمس ويتسلل الظلام. وكان الملك النعمان وحشد من الرجال وعلى رأسهم. شريك بن عدى. فى انتظار عودة الطائى.
أختفت الشمس ولم يعود الطائى
وكان الوقت يمر حتى اقبل الليل. فنظر الملك شريك وقال لة : لقد قربت الشمس على الاختفاء. وبدأت تتسلل خيوط الظلام. ولم يعود الطائى. فتأهب ياشريك فقد جاء وقتك.
حزن شريك بن عدى حزناً شديد. ونزل الخوف على قلبة وتسلل الياس الى روحة وايقن ان الطائى لن يعود. وانة سيلقى مصيرة المحتوم.
لكن بينما الكل حزين. لمح البعض خيال شخص يأتى مهرولاً من بعيد. وظل يقترب حتى وضحت ملامحة. فأذا بة الطائى. جاء متقطع النفاس واضح علية الارهاق من الجرى. ففرح شريك واطمئنت نفسة.
واستغرب الملك من تصرف الطائى. فقد كان واثق بأنة لن يعود. فنظر الى شريك والطائى. وقال والله ما رئيت اعجب منكما. اما انت ياطائى. فلن ينازع احد فى الوفاء. وأما النت ياشريك. فلم اجد مثلك فى السماحة والكرم. ولا أجد شيئ اقولة غير اننى رفعت يوم بؤسى عن الناس. ولن اعود لعادتى هذة كرامة لوفاء الطائى. ومرؤة وكرم شريك بن عدى.