أحذر أن نستهين بهذا الكائن الصغير الرقيق. فأنت أمام جسد صغير بأمكانيات عملاقة ورهيبة. جسد ذو أمكانيات حسية وعصبية غير عادية بعضها يفوق إمكانيات البشر. وهذا مايجعلها تتبوء مرتبة مدهشة بين الكائنات.
أنها القطط ياسادة … الا يدهشك رؤيتها تسير على حافة رفيعة على علو شاهق. بل وتقفز من أرتفاع لأخر وتهبط في المكان المحدد بكل دقة. الايجعل ذلك تتأكد بأنك أمام كائن لدية أدراك وفهم لقوانين التوازن والجاذبية.
وحين يرخى الليل سدولة ويحل الظلام وتخفت الأصوات. تفتح القطط عينيها مستخدمة قدراتها الحسية التي تحول الظلام الى لوحة مليئة بالحركة والضوء والألوان والروائح. فهى تستشعر ما لا نرأة.
أضف الى ذلك تلك الإمكانيات الكامنة في شواربها. فأضافة لما تمنحة للقطط من شكل جميل. فهى أيضاً تقوم بعمل هام وجليل. فهى عبارة عن أجهزة أستشعار متقدمة. ذات دقة تفوق أجهزة أستشعار التي يصنعها البشر.
وهذة الشعيرات أو “الشوارب اللمسية”. متصلة بأعصاب رقيقة ودقيقة تستشعر أي تغيرات في الهواء. فحين يمر القط في ممر ضيق أو بالقرب من حائط. فتنحنى هذه الشوارب بفعل الهواء او بفعل ملامسة الجدار. فترسل أشارات تساعد القط في رسم خريطة ثلاثة الابعاد. للمكان او البيئة التي يتحرك فيها. أى انها بمثابة ردار بيلوجى دقيق وحساس.

وهذا النظام هو مايساهد القط على السير في الظلام بكل ثقة وتحديد المسافات بلكل دقة وكأنها ترى. وهو مايمكن القطة من المرور في ممر ضيق يتجاوز حجم رأسة ببضعة سنتيمترات قليلة.
وليست شوارب القط هي سلاحة الوحيد او قدرتة الوحيدة. بل لديقة قدرة أخرى تتمثل في أذنية. التي تشبة هوائبات. والتي تستطيع الدواران بزاوية 180 درجة. مما يجعلها قادرة على تحديد مصدر الصورت بكل دقة.
وأذنية لاتجعلة قادر على السمع بدقة. بل تتعدى أمكانيات السمع العادية. فأذا تخيلنا أن الانسان بسمع الأصوات ذات التردد الذى يبلغ (20 الف هرتز). فلك أن تتحيل إمكانيات السمع للقط التي تبلغ (65 الف هرتز). أي ضعف البشر بأربعة لأضعاف.
وهذة مايجعلة يسمع خرفشة فأر صغير يسير فوق الأعشاب. أو صوت جناح حشرة أو صرصور صغير . فهذة الأصوات التي لانسمعها. تصبح ضوضاء مزعجة في أذن القطة.
وهذة الامكانية السمعية الرهيبة. تمكن القط من التقاط الهمسات والاصوات الضعيفة البعيدة. فتحرك رأسها تجاة الصوت. ليأتى دور القدرات البصرية التي تجعل القط يرصدها بعين قناص.
فعين القط يتمتع بشبكة تحتوى على عدد هائل من الخلايا العصوية الحساسة جداً للضوء. (أضعاف ما يملكة البشر). وهذة الخلايا تقوم بتجميع الفوتونات الضوئية مهما كانت ضعيفة. وتعكسها مرة ثانية للمستقبلات من خلال طبقة عاكسة خلف هذه الشبكية. مما يزيد من حساسية العين. وهو ايضاً مايجعلنا نرى أعين القطط تلمع في الظلام. لأنها فعلياً اجمع الضوء وتعيد أشعاعة.
وأذا تحدثنا عن حاسة الشم. فهذا القط الصغير يمتلك أضعاف أضعاف المستقبلات الشمية التي يملها الانسان. فالقط لايمكنة فقط التميز بين الروائح. بل يستطيع من خلال الرائحة معرفة مزيد من التفاصيل. فهو من الرائحة يستطيع تميز من مر في هذا المكان. وماذا أكل. والى أين أتجة. وهذا مايجعل القط خبير في تتبع فريسبة. وأيضاً تتبع صاحبة.
وهناك شيئ آخر. يتمتع بة القط وهو مايعرف بـ(عضو جاكبسون) وةيوجد هذا في سقف فمة. وهذا العضو يمكنة من التقاط الجزئيات الكيماوية التي تتعلق بالهرمونات والفرمونات. وذلك يمنحها الحاسة السادسة ويمكنها من التزاوج والتفاعل الاجتماعى.
ومن خلال هذه القدرات الهائلة المتمثلة في. الشوارب والأذن والعين والأنف. تتأكد أهن القط يمثل عالماً أدراكياً يختلف عن عالمنا. فالظلام بالنسبة لها ليس ظلام. لانة لايعنيها غياب الضوء. فلديها ما يجعلها ترى بدون ضوء. من خلال شبكة من الإشارات. حتى الصمت بالنسبة لنا. هو عالم من الذبذبات والانفاس والروائح.
مما يجعلة سيمونية تتمتع بها القطط دون البشر. ويجعل هذا الكائن الذى يتسلل برشاقة بين عالم الضوء والظل يثبت لنا أن الادراك لايعتمد على ما نراة وما نسمعة. أنما الادرام هو ما تستجمعة الحواس مجتمعة وترسمة صورتة في أذهاننا.
ونختم حديثنا بنقطة هامة للغاية. عبرت عنها ثقافتنا العربية بقول (القط بسبع أرواح). وفى بعض الثقافات يقولون (القط بتسع أروح). حتى أن البعض يعتقد أن القطط لاتموت. أو أنها تعود للحياة بعد الحوادث.
والسبب في هذا أن القطط غالباً تنجو حينما تسقط من أرتفاعات عالية. بل وتنزل على ساقيها وكأنها تتحدى قوانين الفيزياء. وهذا الامر دفع العلماء لدراستة ومعرفة سببة. وكان أشهر هذه الدراسات. تلك الدراسة التي تمت في (نيويورك) عام 1984. والتي رصدت 132 حالة لسقوط القطط من ارتفاعات عالية. بعضها كان من مبانى بلغت 32 طابق. وكانت النتيجة خروج 90% من القطط دون أصابات.
وفى القرن التاسع عشر. وثق العالم الفرنسي (إتيان جول ماري) بالتصوير المتتابع. سقوط قطة. وأثبت التصوير أن القطة لاتتحدى قوانين الجاذبية. أنما تقوم أثناء سقوطها بالالتفاف حول نفسها لأعادة ترتيب جسمها وأستعادالة قبل سقوطها.

وهذا ما أكدة عالمان بجامعة ستانفورد عام 1969. والذين حللوا هذه الظتهرة رياضياً. وأكدا أن القطط عند قفزها تعتمد بالفطرة على مبدأ فيزيائى يعتمد على توزيع كتلة جسمها يسمى (منعكس تعديل الوضعية).
وهو عبارة عن سلوك عصبى فطرى تلقائى يصدر عنها في أقل من 300 ملى/ثانية. يعتمد على تناغم الجهاز-الدهيزى بالاذن الداخلية مع مرونة العمود الفقرى وتناسق العضلات. يجعل القط يُعيد ضبط جسدة في الفضاء واثناء السقوط ويسقط على قدمية.

والغريب أن هذه البرمجة العصبية وهذة الآلية التي تمكن القط من ضبط جسدة في الفضاء تقوم بها القطط حتى لو كانت عمياء. وهذا ما يجعلنا نؤكد أن مقولة. (القط بسع أرواح) خرافة. وأن قدرة القطط على النجاة ترجع الى نظرية (منعكس تعديل الوضعية).