أغنياء الجيوب فقراء النفوس … - - موقع اللى حصل

26 يونيو 2025

لمن عجب العجاب أنك ترى أناسا ملأت النقود جيوبهم و قلوبهم فنسوا ماكانوا عليه من العوز والاحتياج، بل تعدى الأمر إلى التحلي والتغاني بأمجادهم وكأنهم هم الذين صنعوا المجد بأنفسهم لا بتوفيق من ربهم فصنعوا لأنفسهم برجًا عاليًا ينظرون لمن دونهم نظرةَ خيلاء، وتناسوا أنه إذا وُزِنَ المال بالعلم لرجحت كفةُ العلمِ، ولو وُزِنَت الأخلاق بالمال لرجحت كفةُ الأخلاق، والتواضع قمة الأخلاق.


فالمال وسيلة وليست غاية؛ فالراقصة بهزة وسطها تأتي بالمال جبالًا، واللص بدهائه واستتاره يأتي بالمال أنهارًا، وكذلك الفقير بالتعب والجد يصبح ميسور الحال. فالجميع يستطيعون الإتيان بالمال.


ولكن من يستطع أن يعلم نفسه الصبر على الجهلاء وقمع الكبر الذي يتولد داخله نتيجة إحساسه بتميز، من يستطع أن يحذو نفسه نحو الرقي والتواضع وحب الخير وإنساب الفضل لصاحب الفضل فهو الناجحُ المحبوبُ من غيره المرفوعُ شأنُه الحكيمُ الذي يلجأ إليه الناسُ مطمنين ويعودون من عنده مجبورين.


اللهم لا فضل إلا فضلك، ولا خير إلا من عندك فقنا شر أنفسنا وأخرجنا منها تاركين جميل الأثر ….


بودكاست تحليل للمقال

أحسن العزاء فنال العطاء

Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ