في الوقت الذي ما زالت فيه جريمة اغتصاب رجل مسن لطفل صغير تهز الرأي العام، تظهر الحاجة الملحة لتوعية الأسر بخطورة التحرش الجنسي بالأطفال، ليس فقط من الغرباء بل أحيانًا من أشخاص محل ثقة في محيط الأسرة أو المجتمع. التحرش الجنسي بالأطفال
الصدمة مضاعفة عندما يأتي الأذى من مصدر غير متوقع، من رجل تجاوز السبعين من عمره تجاه طفل لا يملك وسيلة للدفاع عن نفسه ولا القدرة على التعبير عمّا حدث له. هذا الحادث المؤلم ليس الأول من نوعه، لكنه يلقي الضوء مجددًا على مسؤولية الأسرة في حماية الطفل وتعليمه ما يجب وما لا يجب، دون أن نترك الأمر للمصادفة أو نخجل من التحدث فيه.
ما هو التحرش الجنسي؟
التحرش لا يقتصر على الاغتصاب، بل يشمل كل تصرف غير لائق يحمل طابعًا جنسيًا موجهًا لطفل، سواء كان بالنظر أو باللمس أو بالكلام أو بالتصوير أو حتى عبر الإنترنت. والضحايا غالبًا لا يفهمون ما يجري، ولا يدركون أن ما يتعرضون له جريمة، مما يزيد من صمتهم ويضاعف الألم النفسي الذي يعيشونه في الخفاء.
دور الأهل يبدأ بالتربية الوقائية:
على الآباء والأمهات ألا يترددوا في توعية أطفالهم منذ الصغر، بلغة تناسب أعمارهم، حول مفهوم “الخصوصية الجسدية”، وتعليمهم أن هناك أماكن في أجسادهم لا يحق لأحد لمسها أو النظر إليها، حتى لو كان هذا الشخص قريبًا أو موثوقًا. كما يجب تعليم الطفل أن لا سرّ يستحق أن يُخبأ إذا كان يسبب له شعورًا بالخوف أو الاشمئزاز.
أعراض قد تشير إلى تعرّض الطفل للتحرش:
تغير مفاجئ في السلوك (الانطواء، العدوانية، كثرة البكاء).
كوابيس ليلية أو صعوبة في النوم.
آلام جسدية دون سبب عضوي واضح.
تراجع دراسي أو رفض الذهاب لمكان معيّن.
سلوكيات جنسية غير مناسبة لعمر الطفل.
كيف نحمي أبناءنا؟
الإنصات للطفل دون تهديد أو تشكيك.
تعزيز ثقته بنفسه وتشجيعه على التعبير عن مشاعره.
مراقبة سلوك المحيطين به دون مبالغة، بل بحكمة.
عدم ترك الأطفال فترات طويلة دون إشراف، سواء مع الخدم أو الأقارب أو الجيران.
التبليغ فورًا عن أي انتهاك وعدم السكوت، فالتستر جريمة موازية.
إن القضية الأخيرة ليست مجرد “حادثة فردية”، بل هي صرخة في وجه الصمت، وتذكير مرير بأن براءة الأطفال ليست محصنة ما لم نحرسها نحن بأنفسنا. فلنحمِ أبناءنا بالوعي، قبل أن نضطر لحمايتهم بالأحكام القضائية.
