كان في البلدة شيخاً جليل يدعى الشيخ (جبران) أجمع الناس على تقديره واحترامه، وكان صاحب كلمة مسموعة من الجميع، وكان لديه عادة يومية هي أن ينام بعد الظهر حتى يستطيع أن يكمل يومه بنشاط ويقضي مصالح وحوائج الناس. ولكن فى اوقات كثيرة لم يكن قادر على النوم فترة الظهيرة بسبب ديك مزعج فى بيت الجيران المجاور لبيت الشيخ. حيث كان يصعد على السور الذى يفصل بين البيتين ويصيح بأعلى صوته حتى يستيقظ الشيخ ..ضج الشيخ وغضب كثيرا، وبدا يبحث عن حل ينهي معاناته مع الديك اللئيم فقد كاد أن يسبب له الجلطة .. الشيخ جبران وديك الجيران
فكر الشيخ جيدا وفي صباح اليوم التالي ذهب الى منزل صاحب الديك، فاستقبله بحرارة واعتبر زيارة الشيخ شرفة كبيرة .. قال الشيخ: يا جاري العزيز .. أرغب أن أتغدى عندك ظهر اليوم .. فقال الجار : هذا شرف كبير يا شيخ ..فستكمل الشيخ حديثة وقال (بشرط أن لا تكلف نفسك بأعداد وليمة. فأنا أشتهي أن أكل هذا الديك) .. فقال الجار: لعينيك يا شيخ … الديك وصاحب الديك .. و فعلا جاء الشيخ على موعد الغداء، وحين قدم له الديك مطبوخا. فانتقم منه الشيخ وبدأ برقبته الى ان فصفص كامل عظام الديك. وبعدها شكر الجار علی کرم الضيافة وغادر وهو سعيد جدا بان انتهت معاناته مع هذا الديك ..
الشيخ جبرانلبي وديك الجيران
وحين وصل الى منزله وضع رأسه فورأ على المخدة واستعد للنوم دون إزعاج الديك اللعين، وما هي إلا دقائق معدودة حتى بدأ يسمع أصواتا غريبة ومختلفة وبنبرة أعلى .. قام الشيخ مفزوعة وركض ليرى مصدر الأصوات، وحين أطل من النافذة رأي 13 دیكاً تصيح معاً بصوت مزعج للغاية وتتناحر وتتشاجر على من يقف منهم على السور الذى يفصل بين البيتين. صعق الشيخ وذهب مسرعا لجاره وساله عن الديوك وكيف قام بشرائها بهذه السرعة وكيف صعدت مباشرة على الحائط؟! وأبدی سخطه وغضبه خصوصا أنه كان يعاني أشد المعاناة مع ديك واحد فكيف سيصبح الحال مع 13 ديك …!! ضحك الجار وقال: صدقني يا شيخ لم أقم بشراء أي ديك، وهم عندي من زمان، ولكن الديك الذي أكلناه اليوم كان أقواهم و لا يجرؤ أي ديك أن يخالفه و لا يسمح لأي ديك أن يتنفس!!.. والآن بعد أن أكلنا هذا الديك فقد تخلص منه بقية الديكة وتحرروا.. !!
العبرة من هذه القصة
ان علينا ان نحسن التفكير والتدبير قبل ان نسعى للتغير. فقد يكون مانحن فية الان هو الأفضل وما تغيرة قد يفضى بنا للاسواء