اذا رجعنا بالزمن
اذا ما تتبعت اى اختراع او اى تقنية ما .. ورجعت بالزمن ستكتشف امرين اولهما ان البداية لم تأتى من فراغ. بل جأت من احتياج وهذا امر جميعنا يعرفة ، فالحاجة ام الاختراع . وهذا ماحدث تاريخ نشأة الكمبيوتر
ام الامر الثانى .. قد يكون مفاجأة وهى الفارق بين البداية وما آلت الية الامور .. فكثيرا ماتجد ان تلك الحاجة تمخضت عن اختراع متواضع اخذ هذا الاختراع. فى النمو والتطور حتى بلغ مدى يجعلنا نذهل ان تلك البداية المتواضعة كانت هى الاصل لهذة التقنية .
وهذا ماحدث بالنسبة للكمبيوتر. فقد تندهش حين تعلم ان البداية كانت الحاجة الى العد. اى الحصر فكان القدماء يستخدمون عدة طرق. حتى ظهرت أول فكرة من أفكار العد في آسيا على صورة العدادات اليدوية. مكونة من سطور من الخرز والأسلاك سنة 3000 قبل الميلاد.
ويعد هذا العداد اليدوى. فى حد ذاتة هو نتاج. للعديد من المراحل والتطورات التى تمخض عنها هذا الاختراع. والذى يعد نتاج رحلة استمرت الاف السنين مع العمل المتواصل عرف خلالها الانسان. وسائط متعددة للعد، و اشكال مختلفة للاعداد. و قد تراوحت الوسائط. والادوات بين استخدامه لاصابع يديه. والتشطيب على العظام. واستخدام قضبان الخشب و الحصى. و عقد الحبال حتى بلغ التطورة مدى واخترع العداد اليدوي
الالات الحاسبة الميكانيكية
إلى أن وصل إلى الآلات الحاسبة بأشكالها الميكانيكية و الالكترونية، و من ثم الكمبيوتر. و لم يتم الانتقال من الالة الحاسبة الى الكمبيوتر بشكل مباشر، بل استغرق ذلك سنوات طويلة بين الخيال و الابداع الفكري، عرف خلالها الانسان احهزة متعددة استخدمها لتسهيل عمليات الحساب و ضبط المعالجات الرقمية.
و باستثناء اصابع اليدين يعتبر المعداد اليدوي هو الوسيلة الوحيدة التي ما تزال تستخدم حتى اليوم من بين الوسائط و الأجهزة التي عرفها الإنسان خلال مسيرته الطويلة نحو صناعة الآلات الحاسبة و الكميوتر .
واصل الانسان تطوير آلات الحساب على مدى قرون كثيرة من الزمن و بخاصة بعد ظهور نظام العد العربي و مبادئ الحساب الخوارزمي.
القرن السابع
و في القرن السابع عشر استطاع شاب فرنسي يدعى باسكال ان يصمم حاسبة ميكانيكية تعمل بمبدا الدولاب و الأسنان، حيث قام بتقسيم كل دولاب الى عشرة قطاعات متساوية و رقمها بالارقام من صفر و حتى 9، و جعل لكل دولاب قيمة عديدية. عندما يدور دولاب الاحاد و يتجاوز القطاع 9 يدور دولاب العشرات قطاعا واحدا بصورة الية. و على هذا الشكل تتم عملية الجمع بوساطة عمليات يدوية تكرارية.
ثم جرت عدة محاولات لتعديل حاسبة باسكال و تصميم حاسبات اخرى اكثر تطورا ، فانتجت حاسبة لابينتز التي امتازت بقدرتها على انجاز العمليات الحسابية الاربع من جمع و طرح و ضرب و قسمة. تلتها الة باباج القادرة على القيام بالعمليات الحسابية و طباعة النتائج على ورق.
وتوالت الاحداث
وتوالت التحديثات والتطويرات لهذة الآلة والصور التالية توضح نماذج لتطور الآلة الحاسبة ، ثم جاء مبوب هولاريث و الذي استخدم البطاقات المثقبة مسبقا لادخال البيانات المراد معالجتها، و بذلك أمكن توفير زمن الادخال الطويل و اصبح ممكنا و لاول مرة تجهيز المعطيات بعيدا عن الالة الحاسبة.
و في عام 1943 صنع العالم هوارد ايكن من جامعة هارفارد بالاشتراك مع شركة IBM التي كانت تصنع آنذاك البطاقات المثقبة حاسبا آليا سماه مارك 1 (Mark-1)
حيث قام هذا الحاسب بتنفيذ العمليات الحسابية و تحليل الجداول الحسابية بسرعة 10 عمليات بالثانية، و عد من أسرع الآلات الحاسبة في ذلك الوقت. و بالاضافة لذلك فقد زود هذا الحاسب بوحدة ادخال البيانات المجهزة على بطاقات مثقبة و طابعة حرارية للنتائج وهو الموضح بالصورة التالية .
بعد عام 1946
يعد عام 1946 سنة ميلاد أول كمبيوتر بالمعنى المتعارف عليه في وقتنا الحاضر، وقد صممه العالمان ايكرت (Eckert) و جون مالكي (Mauckly) من جامعة بنسلفانيا و يتكون هذا الكمبيوتر من 18.000 صمام متصل بنصف مليون متر من الأسلاك مع بقية أجزاء الكمبيوتر .
و بلغ وزنه 30 طنا و احتل مساحة قدرها 17 × 15 م2. اما عن قدراته فقد استطاع انجاز 5000 عملية جمع في الثانية.
كانت أجهزة الكمبيوتر في الفترة الزمنية من عام 1946 و حتى عام 1980 عبارة عن أجهزة مركزية كبيرة تدعى mainframe Server))، و المستخدمين يتم وصل طرفياتهم التي تحوي فقط على شاشات و لوحات لإدخال البيانات، عبر كابلات إلى الجهاز المركزي و يدعى هذا النظام شبكة كمبيوتر.
اما الشخصى تعود جذوره إلى بداية سبعينيات القرن الماضي وسيكون حديثاً فى المقال التالى …