عيد زمان وفرحه من القلب - - موقع اللى حصل

30 مارس 2025

كان العيد زمان مختلفًا، بسيطًا لكنه مليء بالدفء، لا يشبه العيد اليوم حيث تأخذنا الحياة بعيدًا عن معانيه الحقيقية. كانت الفرحة تبدأ قبل العيد بأيام، حين تجتمع العائلة لتنظيف البيت، استعدادًا لاستقبال الأهل والأحباب، ثم يأتي يوم صناعة الكحك، فتتفنن الأمهات في العجن والتشكيل، ويشارك الأطفال بحماس، وأحيانًا بمشاغبات بريئة تملأ البيت بالضحك والسعادة. عيد زمان

وفي صباح العيد، لم يكن هناك هواتف تشغلنا ولا مواعيد تبعدنا، بل إفطار عائلي يملأ البيت بروائح الكحك الطازج والشاي بالحليب، وضحكات حقيقية لا تُقطع برسالة إلكترونية أو إشعار هاتف. العيدية كانت فرحة لا توصف، أوراق نقدية جديدة نأخذها بامتنان مهما كان قدرها، وننطلق بها إلى الشارع، نستأجر دراجة، نشتري مسدس صوت، أو ندّخرها بحرص لحلم صغير في أذهاننا.

عيد زمان

كانت الزيارات العائلية أساس العيد، البيوت مفتوحة، القلوب كذلك، الأحاديث ممتدة، والضحكات صافية. المسرحيات الكوميدية كانت تجمع العائلة أمام التلفاز، نضحك في كل مرة كما لو أننا نشاهدها لأول مرة، فكانت الضحكة من القلب والفرحة من الروح.

أما اليوم… فكل شيء تغيّر. الأولاد إمّا منشغلون بهواتفهم أو خارجون مع أصدقائهم، العيد أصبح في الساحل بدلًا من البيت، الكحك لم يعد بسيطًا بل أصنافه لا تُعد ولا تُحصى، العيدية لم تعد تلك الورقة النقدية التي نفرح بملمسها ورائحتها الجديدة، بل تحوّلت إلى تحويل مصرفي أو كارت رقمي بلا روح، بلا إحساس، بلا فرحة.

أعيدوا للعيد دفئه… عيشوا أولادكم يومًا من فرحة العيد الحقيقية، حيث البساطة، ولمّة العيلة، وضحكة صادقة لا يقطعها إشعار هاتف!


Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ