ليس رزقي … حين يكون الرضا هو المفتاح - - موقع اللى حصل

25 مارس 2025

في حياة مليئة بالتحديات والطموحات، نسعى جاهدين للوصول إلى أهداف رسمناها لأنفسنا، نبذل الجهد، نصبر، نخطط، نحلم… ثم نجد أنفسنا فجأة أمام طريق مسدود. تلك اللحظة التي نشعر فيها بأن ما أردناه قد أصبح بعيد المنال هي اللحظة الفاصلة بين الشعور بالحسرة أو التسليم بقول القلب والعقل معًا: “ليس رزقي”.

الجهد مطلوب … لكن الرزق مقدر

قد يعتقد البعض أن الرضا بمشيئة الله يعني الاستسلام، لكن الحقيقة أن الإيمان بمبدأ “ليس رزقي” لا يعني أبدًا التوقف عن السعي، بل يعني أن نفعل ما علينا ثم نترك النتائج لتقدير الله. نحن مسؤولون عن المحاولة، عن الأخذ بالأسباب، عن الاجتهاد، لكننا لسنا مسؤولين عن النتيجة النهائية.

كم مرة سعينا لأمر بكل طاقتنا ثم وجدنا أن الحياة سارت في اتجاه آخر؟ كم مرة ظننا أن شيئًا ما هو الخير لنا، ثم اكتشفنا لاحقًا أن الله صرفه عنا رحمة بنا؟ هنا تأتي قوة اليقين… أن تدرك أن الأبواب التي أُغلقت أمامك، لم تكن لك منذ البداية، وأن الطريق الذي لم يُفتح، لم يكن هو الطريق الصحيح لك.

التحسر أم الطمأنينة؟ القرار بيدك

عندما يُحال بينك وبين ما تريد، يكون أمامك خياران: إما أن تغرق في دوامة التحسر والندم، أو أن تنظر للأمر بعين الرضا والطمأنينة. الخيار الأول يستنزفك عاطفيًا ونفسيًا، بينما الثاني يمنحك راحة لا مثيل لها، لأنك تدرك أن الله، بعلمه وحكمته، اختار لك ما هو أفضل حتى لو لم تدرك ذلك الآن.

يقول أحد الحكماء: “ما كان لك سيأتيك رغم ضعفك، وما لم يكن لك لن تناله بقوتك”. وهذه القاعدة وحدها كفيلة بأن تجعلنا أكثر سلامًا مع تقلبات الحياة.

الخاتمة : الثقة فيما عند الله

حين تقتنع أن ما فاتك لم يكن رزقك، ستدرك أن القادم أجمل، لأن الله يعد لك ما هو أنسب لحياتك وأفضل لمستقبلك. الرزق لا يقتصر على المال أو الفرص، بل يشمل راحة القلب، وطمأنينة النفس، والناس الطيبين الذين نلتقيهم في الطريق.

لذا، في كل مرة تجد فيها نفسك أمام باب مغلق، قُل بيقين: “ليس رزقي”… ثم امضِ في طريقك، مطمئنًا أن ما كتبه الله لك سيصل إليك في الوقت المناسب، دون نقصان أو تأخير.

مكر المنصور ودهاء الاصمعى

برّ الوالدين في الشيخوخة – برّ الوالدين في الشيخوخة

Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ