وحكى الراوى حكاية (هارون ونصيحة بهلول المجنون) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … كان فى عهد الخليفة العباسى هارون الرشيد. رجل مجنون يسمونة (بهلول المجنون). وقد حار الناس فى أمرة. فبينما هو دائم الهذيان. يأتى بأفعال وحركات جنان. تجعل الجميع يؤكد انة فاقداً للعقل تمام. ولكن فى كثير من الاحيان. يجدون فى حديثة قدر كبير من الحكمة وحسن البيان.
وذات يوم وبينما هارون الرشيد يسير بموكبة فى أطراف المدينة. وجد بهلول يجلس على أحد المقابر. فنظر الية هارون ضاحكاً وقال لة : يابهلول يامجنون متى تعقل؟. فجرى بهلول وتسلق شجرة بالقرب من المقابر. وصرخ من اعلاها على الخليفة هارون الرشيد وقال بصوت عالى : ياهارون يامجنون متى تعقل؟.
فعاد هارون بركابة. ووقف تحت الشجرة وهو على صهوة جوادة وقال لبهلول : من فينا المجنون انا ام انت الذى تجلس على الشجرة وتجلس على القبور؟.
قال لة بهلول : بل أنا عاقل وسيدُ العاقلين
فقال لة هارون : كيف وانت تأتى بأفعال المجانين؟
فرد علية بهلول : انت تجلس فى القصور. وانا أجلس على القبور. لانى عرفت ان القصور زائلة. والقبور هى الباقية واليها الرجوع. واليها المصير. ولهذا عمرت القبور وجلست فيها. وزهدت القصور ومن يبنيها. أما انت عمرت القصور وسكنت فيها ولم تفكر فى القبور. مع انة مصيرك لا محالة. فقل لى يا هارون من فينا العاقل ومن المجنون ؟.
بكاء هارون الرشيد
فرجف هارون وارتعدت فرائضة. وبكى بكاء شديد حتى ابتلت لحيتة وقال لبهلول : والله صدقت انت العاقل. زدنى يابهلول وانصحنى وعلمنى.
قال لة بهلول : لديك كتاب الله فالزمة فهو خير معلم وهو ناصح آمين.
فقال لة هارون : وفى هذا صدقت ايضاً .. اذاً هل لك حاجة اقضيها لك؟.
أشار بيدة وقال : بل ثلاث حاجات. فأن قضيتها لى. أكون لك شاكر ماحييت من الشاكرين.
فقال لة الخليفة هارون الرشيد : فأطلب.
فقال بهلول : تزيد فى عمرى !!
هز هارن رأسة وقال : لا أقدر.
رد بهلول : اذاً احمنى من ملك الموت !!
تعجب هارون وقال : وهذة ايضاً لا أقدر.
فطلب بهلول طلبة الثالث : اذاً ادخلنى الجنة وابعدنى عن النار !!
فقال هارون : ومن يقدر على هذة الطلبات الا رب العباد.
فتنهد بهلول وقال : اذاً .. أعلم انك لست ملك بل مملوك ولا حاجة لى عندك.





هارون ونصيحة بهلول المجنون – هارون ونصيحة بهلول المجنون