وحكى الراوى حكاية (النعمان والحكيم وسر الخورنق) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … الخوارنق هذا قصراً منيف يعد من عجائب عصرة. شيدة النعمان بن أمرؤ القيس فى نواحى العراق. وورد ذكرة فى أحاديث وحكاوى العرب وأشعارهم. وارتبط ذكرة بالكثير من الاساطير ايضاً. فيقال ان من هندس واشرف على بناءة. مهندس من روما يدعى سنمار. فقد دعاة النعمان بن مرؤ القيس وكلفة ببناء القصر على ان يكون قصراً مهيب يتباهى بة بين نظرائة. وبدأ سنمار العمل واستمر العمل فى بناء الخورنق نحو ستون عام. فقد كان سنمار يعمل سنتين او ثلاثة ويتغيب خمس سنوات بحجة سفرة لبلادة. وحينما انجز واتم البناء. دار حديث بينة وبين النعمان بن امرؤ القيس.
حديث النعمان وسنمار
سألة النعمان هل سبق لة ان بنى قصراً بهذة العظمة وهذا الجمال. فقال لة سنمار : هذا اكثر القصور روعة فلم يسبق ان شيدت مثلة. واثناء حديث سنمار مع النعمان. قال ان فهذا القصر حجر. لو تم كسرها وازالتها. ينهار القصر بالكامل. وقالها من باب التباهى وبيان انة على علم بكل حجر فى القصر. ولكن سرها النعمان فى قلبة. ودعاة يوماً للحديث والقى بة من فوق سطح القصر. فسقط ميتاً. وكان ذلك ليضمن ان سنمار لن يبوح بأمر هذا الحجر لاحد. ولايبنى قصر اكثر جمال من الخورنق. ومنذ عرف الخبر وماحدث لسنمار سار مضرب للمثل.
وكان النعمان ابن أمرؤ القيس كثيراً ما يتباهى بهذا القصر. وذات يوماً وبينما هو يتحدث الى اصحابة قال لهم : هل أوتى أحد مثل أوتيت. وملك مثلما ملكت. قصراً بهذا الشكل والحجم يتطلع الية الناظرون من كل حدباً وصوب. ويتحدث عنة الشعراء.
فكان من بين الجالسين حكيماً قال لة : اهذا الملك الذى تملكة وهب لك اما كان لمن قبلك وآتى اليك؟. فقال لة النعمان. بل كان لمن قبلى وجاء الىّ. فقال لة الحكيم : اذاَ هو زال ممن قبلك وآوتى اليك. وسيزول عنك ويذهب لغيرك. فكيف تفرح بشئ تعلم انة سيزول وتذهب عنك لذتة. وتبقى تبعيتة؟.
فكر النعمان طويل وقال للحكيم. فأين المهرب؟
رد علية الحكيم وقال : اما أن تستمر وتجاهد فى طاعة الله فلا تغلبك اهواء الدنيا والملك. او ترتدى عباءة الزهد وتأوى الى جبل تعبد ربك فية صباحاً ومساء. لتبراء من ذونك. وتطهر نفسك من الاهواء.
فقال لة النعمان. ولو فعلت فبماذ افوز؟.
قال لة الحكيم. تفوز بالجنة. فتكون فزت بحياة لاموت فيها. وشباب لاهرم فية. وملك لايبلى. أهذا افضل ام تتعلق بحياة اخرها فناء!!
فقال النعمان : والله لاطلبن عيشاً يدوم وملكاً لايزول. والله لاطلبن الجنة. ومن ليلتها قام وارتدى عباءتة. وسار تاركاً ملكة. وقصرة ومضى هو الحكيم ليتفرغا لعباة ربهم. ولم يعرف أحداً عنهم شيئاً. وسارو حكاية يتحاكا بها العرب.
ويقال ان قصر الخورنق ظل صامداً قرابة ثمانى مائة عام. وفى عام 1938 قامت بعثة تنقيب عراقية برئأسة الاستاذ طه الباقر وعثرت على سور من الطوب اللبن عرضة حوالى 110 متر يحيط بأبراج مدورة ومربعة وقد رجحت البعثة ان ما عثر علية هو حصن لبناية كبيرة. اغلب الظن انها اما لقصر الخورنق. او قصر السدير.