وحكى الراوى حكاية (عقاب أبن الطويس للرجل المسيئ) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … ذات يوماً وبينما محمد بن حمد الطويس. وهو من كبار قادة جيوش الخليفة المأمون. كان جالساً يتناول غذائة. بصحبة عدداً من أصدقائة. حتى سمع صراخ وضجيج على باب قصرة. فصرخ فى غلمانة مستفسراً عن مايحدث. فخرج احد غلمانة يستطلع الامر. وعاد فرحاً وقال لمحمد بن حمد الطويس. مرحاً ياسيدى أن فلان جيئ بة مكبلاً بالحديد. وينتظرون امرك فية. فبماذا تأمر ياسيدى.
وفلان هذا. من الدّ اعداء محمد ابن حمد الطويس. فقد كان يكثر التطاول علية. وأغتيابة فى المجالس. ولذا فرح محمد بن طويس بالخبر. ورفع يدة عن غذائة. ونظر لاصحابة ليستمع ارائهم.
فقال احدهم : الحمد لله الذى مكنك من عدوك. لتروى الارض من دمائة . وقال آخر : بل اصلبة حياًً وعذبة قبل ان تقتلة. ولا تأخذك فية شفقة ولا رحمة. فقد اساء كتيراً. وظل كل واحد من جلسائة يفترح علية اصناف من العذاب وطرق من القتل. وكان محمد بن حمد الطويس يجلس مطرق الراس يستمع ولا يتكلم.
وبعد أن استمع اليهم قال …
ثم رفع رأسة ونظر لغلامة وقال لة : ياغلام فك وثاقة وادخلة علينا مكرماً. فأسرع الغلام ممتثلاً لكلام سيدة. وأدخل الرجل. وكان فى حالة ذعر حتى ان الدماء اختفت من وجهة. وكاد يسقط من فرط الخوف. فأبتسم الية محمد بن طويس. واستقبلة مرحباً. ودعاة للجلوس وأمر لة بطعام جديد. وتركة يأكل حتى فرغ. فجلس يحدثة يلاطفة ويسامرة. وارسل يطلب لة كسوة حسنة. وأمر بردة لاهلة معززاً مكرماً. دون ان يعاتبة بكلمة.
والتفت لاصحابة وجلسائة وقال : ويحكم .. ان افضل صديق هو من يحض صديقة على الاحسان. وينهية عن الاساء لمن اساء الية. ويطالبة بالصفح عنة. فأن جازينا المسيئ بمثل اساءتة فلن يكون للتسامح مكان بيننا.
ينبغى لمن يحضر مجالس الملوك ان يقول قولاً سديد ويوصى بالامر الرشيد. فبهذا تدوم النعمة وتسود الالفة. آلم تستمعون لقول الله عز وجل حين قال فى محكم كتابة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (الأحزاب: ٧٠-٧١).