وحكى الراوى حكاية (المنصور ووفاء الشيخ بن تيمور) … وبعد ان سمى باسم الله قال. … كان أمير المؤمنين ابو جعفر المنصور. مهتم بمعرفة احوال الرعية. ومهتم أكثر بمعرفة أخبار بنى أمية. نظراً لما بينة وبينهم من عداوة. الى أن بلغة أمر شيخاً يدعى عكرمة بن تيمور من أهل الشام. ومعروف عنة انة من بطانة واتباع. هشام بن عبد الملك بن مروان. وقد كان هشام احد الخلفاء الامويين.
فلما بلغة امر الشيخ. امر بأحضارة. ولما مثل بين يدية. سألة عن خطط وتدابير هشام بن عبد الملك فى حروبة مع الخوارج. فحكى لة الشيخ واسهب فى الحديث عن تدابير هشام بن عبد الملك وكان يقول : لقد فعل رحمة الله كذا وكذا. وقد امر رحمة الله بكذا وكذا. ودبر رحمة الله كذا وكذا.
غضب ابو جعفر المنصور
فقال لة المنصور. قبحك الله. اتجلس فى مجلسى وتترحم على عدوى. قم ولا ترينى وجهك. فقام الشيخ عازماً على الخروج. وهو فى طريقة لمغادرة المجلس قال : أن أفضَال ونعم ماتقول علية عدوك قلادة فى عنقى. لاينزعها الا لئيم. فلما سمعة امير المؤمنين او جعفر المنصور. طلب من الحراس ان يردوة ويعيدوة للمجلس.
وحين عاد قال للمنصور : يا امير المؤمنين. أن أكثر الناس لؤماً. من لا يحسن الدعاء لمن احسن الية. ولايثنى علية ويحمد معروفة. ويكون وفياً لة. وانا لو مكننى القدر. وقدرنى القضاء. سأظل على العهد وفياً لهشام بن عبد الملك ماحييت.
ابتسم المنصور وقال لة : لاعليك عد وخذ مقعدك بيننا. واكمل حديثك. وأشهد الله انك آمن. واكمل الشيخ حديثة. واستمع لة المنصور الى ان انهى حديثة كاملاًَ. وأمر لة المنصور. بمال وكسوة. وقال لة : خذ هذة هدية منى لك. فقال لة والله يا امير المؤمنين. لم أعد فى حاجة لشيئ. وقد مات من كنت فى ذكرة. ولم يحوجنى للوقوف على باب أحد. ولولا هيبة وجلال امير المؤمنين المنصور. ولزوم طاعتة وايثارى أمرة. لما قبلت هدية من أحد. ولكنى قبلتها منك يا أمير المؤمنين. أطال الله عمرك وثبت ملكك.
وبعد ان خرج. نظر المنصور لجلسائة وقال : والله ما رئيت مثلة فى وفاءة لمن أحسن الية. واوصى حراسة بحسن رعاية امورة وقضاء حوائجة. وكان المنصور دوماً يتذكرة متى جاء الحديث عن الوفاء.