الميلاد الحقيقى للكمبيوتر
يمكن القول أن عقد السبعينيات هو فترة التحضير والتجهيز. وفي 12 أغسطس عام 1981 أعلنت “أي بي إم” رسمياً عن طرح أول حاسب يحمل أسم الحاسب الشخصي. ونقطة التحول نحو صناعة الحاسب الشخصي بمفهومه وأسمه الذي نعرفه اليوم. ولذلك يعتبر المؤرخون ورجال الصناعة هذا اليوم هو الميلاد الرسمي للحاسب الشخصي .اول كمبيوتر فى العالم وعلى الرغم من أن “أ بي أم” هي التي أعلنت عن الميلاد الرسمي ،
فإن منافستها التي تبيع الجهاز 20CommodoreVIC. حققت مبيعات بلغت أكثر من مليون وحدة ، وكان أول كمبيوتر دقيق يفعل ذلك. ومع ذلك فإن وجود اسم IBM على أحد الحاسبات الشخصية أضفى الشرعية على أحدث أجيال تكنولوجيا الحوسبة .
وقد كفلت برامج الجداول الحسابية وبرامج معالجة الكلمات Word Processing قيمة ملموسة للكمبيوترات المكتبية Desktop. وكان في استطاعة أي رجل أعمال أن يرى بنفسه المنافع التي يحققها استخدمها. كما كان في أستطاعة الكمبيوترات الشخصية أن تضاهي الطرفيات في أدائها. وباستخدام برامج خاصة كان في استطاعة شاشات الكمبيوترات الشخصية ولوحات المفاتيح. أن تتفاعل مع الكمبيوترات الرئيسية والكمبيوترات الدقيقة تماماً مثل الطرفيات القديمة الخرساء. بحيث ألقت بها في زوايا النسيان بين عشية وضحاها. وكانت الشركات قد توقفت بسرعة عن إنفاق الأموال في شراء الطرفيات الخرساء ،
والآلات الكاتبة ومعالجات الكلمات
والآلات الكاتبة ومعالجات الكلمات ذات الوظيفة الواحدة. وفضلت عليها الكمبيوترات الشخصية الأكثر قوة وتعدداً في المهام. ولم تستغرق الحاسبات المتوافقة Plug Compatible وقتاً لكي تبرز على مسرح الأحداث. فبعد أقل من عام على ظهور حاسب IBM الشخصي. أنتجت مؤسسة Columbia Data Products وشركة Compaq نسخاً جديدة من الحاسب الشخصي. وقد كان من السهل إجراء عملية الأستنساخ تلك على الحاسب الشخصي. حيث تم تجميعه من أجزاء جاهزة ،
فقد أستخدم معالج 8088 ذاكرة عشوائية (RAM) Random Access Memory قياسية ونظام تشغيل هذا هو البرنامج الذي يوفر للكمبيوتر ذكاءه الأساسي. والكمبيوتر دون نظام التشغيل ما هو بالضبط إلا العديد من الرقاقات السيليكونية والأجزاء المعدنية ، وقد طور “بيل جيتس” الـ Dos كنظام تشغيل عام Generic ، وكان يبيعه لشركات قائمة بتصنيع الكمبيوترات الشخصية على أساس المشغل الدقيق لـ (إنتل) . وهكذا وضع الـ Dos شركة مايكروسوفت على خريطة الحاسب الشخصي .
أما شركة “كومباك”
أما شركة “كومباك” فلم تقم إلا بتجميع شرائح أو معالجات “إنتل Intel في حزم مع دوس Dos مايكروسوفت مع إعطاء دفعة أدائية ووضع أسمها على النسخة الجديدة ، ولم يكن هناك ما هو أكثر بساطة ، أما صعود نجم “كومباك” بسرعة النيازك هكذا ، فإنما يشير إلى سطوة الحاسب الشخصي ووجوده مبكراً في مرحلة جديدة من التكنولوجيا ، ومع ارتفاع حجم مبيعات الحاسب الشخصي في أمريكا لأكثر من 30 مليون وحدة . كانت شهية السوق إلى الكمبيوتر الشخصي تزداد نهماً، فكان كل واحد يريد شراء حاسب شخصي وليس بالضرورة أن يكون من IBM ،
وكل من كان يصنع كمبيوتر شخصياً متوافقاً مع IBM ، وجد نفسه في دوامة غبار المعمعة ، وقد كفلت “كومباك” لنفسها نصيب الأسد من السوق الجديدة ، وذلك عندما حافظت على السبق بخطوة أمام IBM من خلال السعر وسرعة المعالج وسعة الذاكرة ، إلى جانب سمات جديدة كمشغلات الأقراصDisk Drive والشاشات الملونة . وكانت “كومباك” بالفعل أسرع شركة في تاريخ الولايات المتحدة تصل إلى دخول سنوية بلغت بليون دولار ، وقد حققت هذا الإنجاز العالي الذي حصلت عليه بالفعل في أقل من ثلاث سنوات ، مما حقق ثروات طائلة للمستثمرين المشاركين في ذلك المشروع
وقد شجع ذلك بالطبع عشرات من صناع المستنسخات على المستوى العالمي إلى إمكان دخول دول عدة إلى السوق ، فأنتجت المصانع في “تايوان” و”كوريا” و”سنغافورة” الكمبيوترات الشخصية بالملايين ، كما أنتجت الأجهزة الإضافية كالشاشات ، الطابعات ، ولوحة المفاتيح ، ومشغلات الأقراص الصلبة بتلك الأعداد المذهلة نفسها .
المثير للدهشة أن “أي بي إم” لم تأخذ موضوع الكمبيوتر الشخصي بالجدية المطلوبة بعد ذلك ، ومن أجل السرعة والبساطة والتكاليف قررت عدم طرح منتج مؤمن بحقوق الملكية ، وبدلاً من أستخدام تكنولوجياتها الداخلية الخاصة بها استخدمت مكونات صناعية قياسية من المتوافرة لكل من صمم على دخول السوق
التوقف عن تطوير الكمبيوتر الشخصي
وكان التوقف عن تطوير الكمبيوتر الشخصي المحمي بحقوق الملكية خطأ مأساوياً رغماً عنها ، وهو ما ستندم عليه IBM بشدة فيما بعد . ففي منتصف الثمانينيات كان نصيب “أي بي أم” 60% من سوق الكمبيوتر الشخصي الذي لم يزل وليداً في تلك الآونة ، أما الآن فقد تقلص نصيبها إلى نحو 15% ، وفي غمار فقدانها معظم السوق لمصلحة الآخرين ، قامت “آى بي إم” بنفسها بإخراج أكبر منافسين لها إلى حيز الوجود – “إنتل” و”مايكروسوفت” . فهي باستخدامها لتكنولوجياتهما الخاصة انطلقت بهما نحو النجوم في نجاح أسطوري ، كما فتحت الباب على مصراعيه للمنافسين . لقد مهدت “أي بي إم” بحسن نية ومجاناً للسوق الذي شكل صناعة الكمبيوتر .
ظهور اول كمبيوتر محمول

ظهور أول كمبيوتر محمول سنة 1981 على يد العالم Adam Osborne كما ترى بالشكل , سمي آنذاك بـ Osborne 1 وكان ثمنه يبدأ من 1795 دولار وكانت مواصفاته كالتالي :
ذاكرة RAM 64 كيلوبايت قابلة للزيادة حتى 128 كيلوبايت المعالج 8088 الوزن 4 كجم فقط, و6.4 كجم بالطابعة الماوس Touchpad سواقة اسطوانات مدمجة Floppy-Disk-Drive ولكنها لم تكن متوافقة مع معظم أجهزة الكمبيوترمزود بطابعة يمكن تركيبها وفكها حسب الرغبة .
ثم ظهورت فئة جديدة من الكمبيوتر المحمولة من Apple عام 1984 سميت Apple Iic .
وكانت أشبه بكثير إلى أجهزة اليوم كما ترى بالشكل, وكان من أبرز صفات هذا الجهاز أن تصميمه الداخلي وترتيب مكوناته الداخلية شديد بل وبارع التنسيق ويكفي أن نذكر أن تصميمه الداخلي هذا ظل مستمراً على مدى الثمانينات وأوائل التسعينات في تصميم الأجهزة المطورة .
