الإدمان الرقمي : هل نحن مدمنون دون أن نشعر؟ - - موقع اللى حصل

5 يوليو 2025

في عصرٍ أصبحت فيه الهواتف الذكية امتدادًا لأيدينا، لم يعد السؤال “هل نستخدم التكنولوجيا كثيرًا؟”، بل “هل نستطيع أن نعيش بدونها؟”.

تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن متوسط الوقت الذي يقضيه الفرد يوميًا أمام الشاشات بلغ أكثر من 7 ساعات، بين تصفح، مراسلة، مشاهدة، وتفاعل على وسائل التواصل.

ما يبدو في ظاهره ترفيهًا أو تواصلًا، يخفي وراءه أعراضًا مقلقة: توتر عند انقطاع الإنترنت، فقدان القدرة على التركيز، اضطرابات النوم، والعزلة الاجتماعية التدريجية.

لكن الأخطر من ذلك هو ما لا نراه مباشرة: تأثير هذا الإدمان على أطفالنا ومراهقينا. أطفال اليوم نشأوا في عالم تملؤه الشاشات، مما جعل كثيرًا منهم يفتقرون للثقة بالنفس، والقدرة على التواصل الحقيقي، واتخاذ القرار بشكل مستقل.

الطفل الذي اعتاد التفاعل مع الشاشة فقط، قد يجد صعوبة لاحقًا في التعبير عن ذاته أو مواجهة مواقف الحياة دون دعم رقمي.

اللافت أن كثيرًا من الناس لا يعترفون بأنهم يعانون من “إدمان رقمي”، لأن المجتمع لا يجرّمه، بل أحيانًا يكافئه على هيئة إعجاب، مشاركة، أو شهرة رقمية زائفة.

أين الخط الفاصل؟

الخط الفاصل بين الاستخدام الصحي والإدمان غير المرئي هو قدرتك على التوقف بإرادتك.
هل تستطيع ترك هاتفك جانبًا لساعات دون قلق؟
هل تستطيع أن تقضي يومًا دون تفقد إشعاراتك؟

إذا كانت الإجابة “لا”،
فقد تكون في طريقك نحو إدمان صامت… لكنه شديد التأثير.

لقد أصبح من الضروري أن نعيد التوازن لعلاقتنا مع الشاشات. ليس بالحرمان التام، بل بالوعي، والمراقبة الذاتية، والحوار داخل الأسرة.
لأن إنقاذ أطفالنا من هذا الطوفان لا يبدأ بالمنع، بل بالفهم.

“الهواتف الذكية صنعت عالماً متصلاً… لكنه فصلنا عن أنفسنا.”


النعمان والحكيم وسر الخورنق

Comments are closed.

error: عفواُ .. غير مسموح بالنسخ