س: هل تعرف نفسك؟! هل تناقشت مع نفسك ؟
ج: (نعم أنا أعرفها أولى المعرفة، فأنا أعيش مع نفسي، كل الوقت، فمن غيري أعرف بنفسي مني؟!)
– لقد تعجلت الإجابة: نعم فكل منا يعرف نفسه، لكن – في بعض الأحيان – لا نعرف أنفسنا بالقدر الكافي..
معرفتك لنفسك وفهمك لها يجعلانك تعيش مع نفسك وظروفك، ومع من حولك بصورة طيبة.. تستطيع أن تحل مشكلاتك، وتخطط لمستقبلك تخطيطاً أحكم، وتتعلم كيف تدبر شئون نفسك، وتمسك بزمام دفعة حياتك..
وعند مناقشة نفسك، فإنك لا تدللها، بمعنى أن تصل بها إلى الأنانية، لكن اهتمامك بدراسة نفسك، يجعلك تعرض نفسك للفحص وللتحليل.. ستوجه لنفسك بعض الأسئلة – وبالتأكيد لديك الكثير من الأسئلة التي تخصك أنت وحدك – وأنت أدرى الناس بها، فتضعها في حيز المناقشة. فتعرف توجهاتك نحو نفسك ونحو الآخرين، ومن خلال هذه التوجهات، ستناقش نفسك في نقاط القوة، وتعمل على تنميتها، وتعرف نقاط الضعف فتعالجها.
لذلك ليس مطلوباً منك أن تجيب بـ “نعم” أو “لا” أو تعطي نفسك درجات..
في وقت تكون أنت فيه هادئاً ومستعداً – وبأمانة خذ وأعطي مع نفسك فيما يتعلق بكل هذه الأمور، التي بناءاً عليها ستخطط لمستقبلك وتطلعاتك وطموحاتك:
هل هل تناقشت مع نفسك ؟! … هل تعرف كل شيء عن نفسك؟
– تستطيع أن تعرف إلى أي مدى تختلف أنت عن غيرك؟
– تعـرف لماذا “أنت” هو “أنت”؟
– تعــرف لماذا تشعر على نحو ما تشعر؟
– تعرف لماذا تتصرف على نحو ما تتصرف؟
– تصرفت تصرفاً معيناً، ثم عجبت من نفسك، لماذا فعلت ذلك؟
– شعرت بمشاعر أدهشتك، أو مشاعر لم تستطع أن تفهمها؟
– تشعر بوجود الله في حياتك، وتدرك أنه بدونه لا تستطيع أن تفعل شيئاً؟
– اكتشفت قدراتك ومواهبك وطاقاتك، وعرفت كيف تستفيد من كل منها؟
– تعرف قيمة نفسك؟
– تشعر بأنك تحب الحياة، وتشعر بالحماسة، وتقبل على الحياة بتفاؤل؟
– تشعر بصغر النفس أمام نفسك والآخرين؟
– تقبل نفسك وظروفك، أم أنك تشعر بالتذمر والغيرة ممن حولك؟
– تعيش في سلام مع نفسك؟
– تعتبر نفسك صاحب رؤية وصاحب فكرة؟
والآن بعد أن تناقشت مع نفسك، ماذا عن معرفتك لنفسك، هل وجدت:
إنك دائم التفكير والتأمل والمناقشة مع نفسك، تقيم نفسك من وقت لآخر، وتفرح بنجاحك بتحقيق عدداً من أهدافك وتطلعاتك، ونحاجك، في علاقاتك، وتميزك بين الآخرين، واستخدامك لكل مواهبك وقدراتك التي منحها الله لك.
تشجع نفسك على تكملة المسيرة لإنجاز ما فشلت في تحقيقه بسبب أي ظروف – سواء كانت بإرادتك أو خارجة عن إرادتك – وتعهدك أمام نفسك وأمام الله أن تكمل ولا تيأس، إذا واجهتك أي معوقات، وإنك لن تخور في الطريق طالما أن أهدافك واضحة محددة.
فإذا كنت كذلك فإني أهنئك على أنك تعرف نفسك، وتريد أن تعرف المزيد..
أما إذا لم تبدأ بعد في مناقشة نفسك، وليس لديك خطة عمل، أو تركت كل أمورك للصدفة، ولن تتعود على أن تفكر وتتأمل وتراجع أمورك، وتفكر في حياتك بإيجابية. فإني أشجعك الآن – ونحن في بداية عام جديد – أن تبدأ في أن: تضع أمامك أهدافاً وتحديات، أولها أن تناقش نفسك، تتأمل وتفكر في حياتك بإيجابية.. تضع أصابعك على موطن القوة ومواطن الضعف.
* تكتشف نفسك من جديد.. تعرف أنك متفرد ومتميز عند الله، فلقد وضع الله فيك كنوزاً من المواهب والقدرات، لكنك للآن من تفتح هذه الكنوز لتستفيد منها. فنجاحك يبدأ من تحديد شخصيتك، ومعرفتك لهويتك..